يوميات سنة اولى جواز

حلوه اوى يامنسى تسلم ايدك بجد والله

يايومياتك ياعم منسى

ايه ياواد الشغل الجامد ده

بقى انا اغيب شويه

ارجع الاقيك عامل كل ده؟

تسلم ايدك

جميل اوى يا منسى

تسلم ايدك يا مان

جامده اوى يا منسى

تسلم ايدك

ايه يا عم منسى فين بقية الحلقات

الحلقه العاشره وانا هقدمها بدال المنسى

اصله مشغول شويه ونبدا مع بعض




قال عمر :

يا سلاااام يا سي عمر الله وبقيت زوج خلاص وبتخاف على كل مليم يحتاجه البيت !! فين أيام الفسح والانطلاق والمصاريف بدون حساب ؟ وكان دايماً والدي يقول لي لما تتحمل المسئوليه حاتتغير وتعقل ولم أكن أصدقه ، خلاص خلصت الأيام دي وخصوصاً مع الأسعار التي لا ترحم ، أصبحت لا أفكر الا في ما يحتاجه المنزل والضروريات مثل الطبيب والميكانيكي والسباك وخلافه ممن يهجمون على جيوبي فيجعلونها بيضاء لامعه من غير سوء ، بس برضه إحساس غريب إني لما أشتري شيء جديد للمنزل أنا وساره بأشعر بالسعاده على عكس ما كنت متخيل !! كنت أتصور وأنا عازب إن لو مر أسبوع لم أخرج فيه مع أصحابي في فسحه محترمه ممكن يحصل لي حاجه في عقلي ، لكن دلوقتي باجد لذه كبيره أن أضيف شيء للبيت حتى لو كان بسيط جداً .. فأشعر بجد إني وقتها رجل البيت .. وخروجي مع أصحابي أصبح في أبسط الأماكن التي لا تكلف الكثير وطبعا أسمع تريقه للصبح إني باوفر علشان أشتري الجرنال وبطيخه للمدام وأنا راجع !!! أمال اللي عندهم أطفال بيعملوا إيه ؟ ربنا يستر .

قالت ساره :

يا رب يا سميع يا مجيب حقق لي أملي .. ارزقني كما رزقتَ زكريا .. هب لي ذريه صالحه ، اللهم اجعلني أمّاً ، ناجيت الله كثيرا بعد صلاه العشاء أن يحقق لي أملي ويهب لي طفلاً أسعد به ويملأ عليّ دنياي أنا وزوجي ، لا أعرف كيف اجتاحني إحساس الأمومه من أول ما تزوجت ؟.. كنت وأنا بنت إحساسي بالأطفال مختلف .. لم يكن عندي صبر طويل معهم ، أحب الطفل وهو يلعب ويضحك وأول ما يبكي تنقطع الصله بيني وبينه وأرميه لأمه فوراً ، ماذا حدث ؟ سبحان الله القدير .. أحنّ لشيء لم أره !! ونفسي تهفو لأن تجاور دقات قلبه جسدي وأضمه بين ضلوعي ، كيف حدث هذا الانقلاب ؟ يا رب يا رب هبه لي هبه مباركه من عندك .. قد لا أكون أهلاً لهذه الهديه ولكنك أهلاً لهذا العطاء يا سميع يا مجيب ، أكاد أجن من شده وطأه هذا الشعور والحنين القاتل لأن أكون أماً والغريب أن عمر لا يساوره هذا الإحساس مثلي .. بل يحمل خوف من مصاريف الأطفال ومسئوليتهم الكبيره ، رغم انه حنون جداً على الأطفال يمكن أكثر مني !! كيف هذا ؟ يمكن انه يذكر ذلك كي لا يجرح مشاعري أو انه فعلاً لا يشتاق مثلي هذا الاشتياق الجنوني ؟ لا أعرف ، يا رب .. يا رب ، وما يجرحني بشده ويزيد عندي الإحساس إني تأخرت في الحمل هو سؤال الناس الدائم لي : هاااا ... مافيش حاجه حلوه جإيه في الطريق ؟ أول ما أسمع كلمه هاااا الكريهه أتجنن ، خلاص السؤال ده أصبحت أهرب منه من الجميع ، وكأن الموضوع بيدي وأنا التي لا أريد ، آه لو كل الناس تكون في حالها ، حتى مكالمات التليفون من خالاتي أو أقارب عمر تكاد كلمه هاااا تحل محل ألو ، هو أنا باتدخّل في خصوصيات الناس بهذا الشكل ؟ يمكن لو لم تكن الأسئله تحيطني في كل مكان لم يكن الإحساس عندي تضخم في هذا الشكل .. وبعدين هو الحمل بيستخبى ازاي يعني ؟! ماهو أكيد لما حايحصل كل الناس حاتعرف ولا حاخرج وأسيب بطني في البيت ؟ وحماتي ما شاء الله عليها لها دور كبيييييير جداً !!! تحيطني بكميه من العبارات الجارحه التي لا تتوقف وكأننا متزوجين من عشره سنين وليس 8 أشهر ؟ معقول العقل ده ؟ طول ما احنا بنزورها وخصوصاً في غياب عمر تحيطني بعبارات من نوعيه : عيني عليك يا عمر بتموت في الأطفال ، دي فلانه ما شاء الله حملت من يوم الدخله ، ما بتفكريش تروحي لدكتور يا ساره ؟ ولم أكن أرد أو أحكي لعمر كي لا يغضب .. ولكن من داخلي كانت تجرحني في أنوثتي دون مراعاة لشعوري وكأنها تسعد بهذا ، وكانت تعلم ميعادي الشهري باليوم وفي اليوم المنتظر صباحاً تتصل بي كل شهر وتسأل سؤالها المعهود : جاءت ؟.. وأنكسر وأنا أرد بالإيجاب .. فتنهي المكالمه بغضب وتكاد تغلق السماعه في وجهي ، وفي آخر هذه المكالمات القاسيه أجهشت في البكاء حتى استيقظ عمر ، وانتفض لما رآني منهاره بهذا الشكل ، وسألني عما بي وهو يقرأ على رأسي آيات من القران كي أهدأ.. فلم أحتمل أن أخفي أكثر من ذلك وحكيت له عما حدث ، فسمعني وهو يكاد يغلي من الغضب ، ولكنه كظم غيظه ورد عليّ بحنان :
حقك على يا حبيبتي نيابةً عن ماما .
فأقول له : طيب ليه تقول لي الكلام ده ؟.. هيّ دي حاجه في إيدي ؟ ولا أنا يعني اللي مانعه الحمل ؟
عمـر : معلش يا ساره ، انتي عارفه ماما بتحبني قد إيه ونفسها تشوف أولادي .
فصرخت فيه : يعني أنا اللي مش نفسي ؟ لا حول ولا قوه الا بالله .. ده أنا مافيش واحده قالت لي على نصيحه حريمي الا وعملتها .. ومافيش فاكهه أو أكل قالوا عليه بيساعد على الحمل الا واكلته .. وطول الليل بادعي ربنا .. اعمل إيه تاني بس ؟
عمـر : إيه يا بنتي الجنان ده كله ؟ هو احنا بقالنا ميت سنه متجوزين ؟ ليه كل ده ؟
رديت بعصبيه : ليييييييييه ؟.. دي الناس كلها متفرّغه تسألني أنا حامل ولا لأ ؟.. كأنه استجواب أو اتهام بالتقصير مثلاً .
عمـر : يا حبيبتي دول ناس فاضيه ما تسأليش فيهم .. همّا الناس كده يسألوا البنت أول ما تدخل الجامعه : مافيش عريس ولاّ إيه ؟.. ولما تتخطب : هااا الجواز إمتى عاوزين نفرح بيكم ؟.. وأول ما يجوزوا : مافيش بيبي في السكه ؟.. ولما تجيبي البيبي : يالاّ بقى همتك هاتي له أخ يلعب معاه ، ولما تجيبي الطفل التاني ويتأكدوا تماماً انك غرقتي في المشاكل يسيبوكي غرقانه وما يسألوش عنك تاني !! بالذمه تعملي اعتبار لناس حشريه كده ؟
أنا : بس أنا خلاص تعبت بجد تعبت .. عمر أنا عاوزه أروح لدكتور .. أرجوك .
فرد باستعجاب : دكتور إيه يا حبيبتي لسه بدري أوي على الكلام ده .
أنا : معلش ريّحني يا سيدي أنا تعبانه بجد .. علشان أطّمّن بس مش أكثر .
عمـر : يا ساره ما تستعجليش رزق الله .. الأطفال دول رزق زي الصحه والمال .. إفرضي يا ستي مش مكتوب لنا نخلف حانعمل إيه يعني ؟
فكدت أنفجر من بروده : طبعاً ماهو الأمومه غريزه لكن الأبوّه بالممارسه .. يعني عمرك ما حاتحس باللي أنا حاسه بيه .
عمـر : يا حبيبتي احنا سعداء مع بعض والحمد لله .. مستعجله ليه على المسئوليه ؟
ففاض بي الكيل وصرخت فيه : يووووووه يا عمر أرجوك حس بي وتعال نكشف عند الدكتور أنا وأنت .
وكأني طعنته في رجولته فرد بغضب : وأنا كمان !! ليه ؟ أنا كويس وماعنديش مشكله أروح ليه بقي ؟
أنا : يا سلام يا باشمهندش سبت إيه للناس العاديه إيه علاقة ده بالخلفه ؟
فرد بعصبيه : ساره أنا مش عاوز وجع دماغ .. ده أخر كلام عندي عاوزه تروحي للدكتور انتي حره لكن أنا لأ.. لأ.. لأ
أنا : ............. !؟
**********************
الدكتوره : إيه يا مدام ساره انتي بتدلعي علينا ولا إيه ؟
أنا : ليه يا دكتوره ؟
الدكتوره : حمل إيه اللي اتأخر ؟ انتي متجوزه يادوب من كام شهر !! ليه الاستعجال ده يا بنتي ؟
فردت أمي نيابةً عني لما رأت احمرار وجهي : ما انتي عارفه زن الناس يا دكتوره خلّوها تقلق .
الدكتوره : بصي يا ساره .. التحاليل اللي قدامي بتقول انك سليمه ميه في الميه ولكن القلق اللي انتي فيه ده ممكن يخلوكي فعلاً تتأخري في الحمل .. إهدي واطّمني وسيبي كل حاجه بأمر الله .
فرددت بخجل : طيّب يعني يا دكتوره مافيش حاجه تعجّل الحمل شويه ؟
الدكتوره : أنا مش عاوزه ألخبط الهرمونات عندك وأتعبك بجد .. وبعدين زوجك ما عملش التحاليل ليه ؟
أنا: ......... !؟
الدكتوره : رفض طبعاً كالمعتاد مش كده ؟! كل الرجاله في الموضوع ده زي بعض .. الوزير زي الغفير .. قليل أوي اللي بيرضى يكشف وبعد ما تكون مراته اتبهدلت !! ربنا يهدي .
سألتها : طيب يا دكتوره أعمل إيه ؟ أنا خلاص حاتجنن .
الدكتوره : هو انتي لو مفلسه وطلبتي من ناس فلوس صدقه وقالوا إنهم حايدوهالك واتأخروا عليكي .. حاتروحي تخبطي على بابهم كل يوم بإلحاح ؟
رديت : لأ طبعاً .
الدكتوره : بس انتي بتطلبي من ربنا يا ساره مش من الناس .. إلزمي بابه ولن يردك أبداً .
وخرجت من عند الدكتوره وأنا في قمة الارتياح .. ارتحت جداً نفسياً إن ليس بي عيب يمنع الإنجاب .
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. يكفيني هذا الشعور كي أهدأ .. ولن يقلقني أحد بعد الآن ولو سألني أحد سأجيبه : لا تسألني أنا بل اسأل الله .
لن أقلق أو أتوتر كي لا يؤثر على نفسيتي كما قالت الدكتوره ، طيب وموقف عمر المتخاذل معي ؟ ماذا أفعل معه ؟.. أتشاجر ؟ أخاصمه ؟ لا لا .. لن أفعل كل هذا كي لا أغضب الله ، وأنا في أمس الحاجه لرضاه .. ولا أريد أن أعصى الله بغضب عمر مني ، لأن ما عند الله لا يؤخذ بمعصيته ، أفقت من سرحاني على صوت أمي تقول لي : ما تزعليش يا ساره من عمر .. هم كل الرجاله بياخدوا المواضيع دي بحساسيه ، ففاجأها ردي : لا يا ماما أزعل ليه يعني هو ده اللي حايعجّل اللي ربنا كاتبه ؟.. وبعدين أنا ما أقدرش أزعل منه أبداً ، فردت بغيظ : طيب يا ستي ربنا يخليه ليكي .. أنا الحق عليا ، وجاء عمر ليأخذني من عند ماما .. وفي السياره كان يتوقع مني البوز المتين واني أتخانق أو حتى أبكي وقصصت عليه ما قالته الدكتوره بكل بساطه وبدون لوم .. فصمت طويلاً وخجل من نفسه وقال لي : أنا أسف يا ساره ، لم أرد .. فواصل الكلام : أنا مش عارف سبتك ليه تروحي للدكتوره مع ماما ؟ بجد أنا غلطان .. حقّك عليا .
رديت عليه وقلت : أنا فعلاً زعلت منك لكن قدّرت انك واخد الموضوع بحساسيه فخلاص يا سيدي ولا يهمك .
أسعدته كلماتي فقال : ربنا يخليكي لي يا عمري ويكملك بعقلك .. وأقول لك حاجه حتى لو خلّفنا مش حاحب ابننا أكتر منك .
أنا: ......... !؟
ومرّت الأيام التاليه وأنا هادئه تماماً ، وأدعو الله ليلاً ونهاراً وبتضرع وتذلل ولكن باطمئنان ويقين داخلي انه لن يردني أبداً ، ولن يتركني خاليه الوفاض ، وأبعدت أعصابي تماماً عن التوتر ، وأكثرت كثيراً من الصدقات خلاف صدقات حصالتنا الاسبوعيه أنا وعمر ، وحماتي العزيزه واصلت بالطبع حملاتها الشرسه ضدي وأنا لا أرد ولا أعيرها اهتمام .. حتى فاض بي الكيل من أسئلتها الناريه والمستفزه فرددت عليها ذات مره بهدوء وأدب حتى أغلق هذا الباب نهائياً : واضح يا طنط إن الموضوع ده قالقك أوي وأنا عارفه إن ده من كتر حبك ليّا !! بس أنا بصراحه مش باحب أتكلم مع حد في خصوصياتي .. ده حتى ماما مش بتتكلم فيه خالص .. تتصوري يا طنط ؟
حماتي: ........ !؟
والغريب إن عمر كان جالس في هذا الحوار ولم يغضب مني كما توقعت !! بل بالعكس ابتسم وغمز لي بعينه وتظاهر انه يقرأ الجريده كي لا تقتله أمه ، وأخيييييييييييراً جاء ميعادي الشهري الذي انتظره على أحر من الجمر ، والحمد لله لم تتصل حماتي لتسألني سؤالها الشهري المعتاد ، ومر اليوم بطيئاً بطيئاً دون حدوث شيء !! وكل دقيقه أترقب وأدعو ألاّ يحدث ، ومر اليوم التالي وأنا في عملي ولا أركز إطلاقاً الا في ترقب ما سيحدث ؟ وهل ستتأخر شارة أنوثتي يوماً آخر ؟ يا رب .. يا رب ، ومر يومان آخران وأنا أكاد أجن من التوتر الممزوج بفرح غامض ، هل يكون قد حدث ؟؟ ولاحظ عمر إني لم أنقطع عن الصلاه كالمعتاد فسألني بترقّب : إيه يا ساره فيه إيه ؟ بتصلي ليه ؟
ولم أرد أن أخبره الا لما أتأكد أولا فضحكت وقلت له : أصلي أشهرت إسلامي قريب ، وطبعاً لم ينخدع بهزاري ولكنه لم يرد أن يسأل هو الأخر كي لا يصاب بإحباط ، وعند مرور خمسه أيام لم أطق الانتظار .. وبدون أن أخبر أحد اشتريت اختبار حمل منزلي و قرأت تعليماته : علامه حمراء واحده لا يوجد حمل وعلامتان أي يوجد حمل ، وأجريته ، ومرت الثواني بطييييييييييئه وأنا أغمض عيني كي لا أرى ، وأخييراً امتد اللون الأحمر ببطء ليرسم علامتين .... علامتين ؟ يعني أنا .. أنا ؟ حااااامل ؟ وخرجت من الحمام وهبطت بكامل هيئتي في سجده شكر طويله وبللت دموعي الشاكره وجهي ، ولهج صوتي بالدعاء وكل خليه مني ترتعد من فرط السعاده والشكر بهبة الله الغاليه التي أودعها جسدي ، كيف أشكر هذه النعمه ؟ وكيف أصونها ؟ وكيف أخبر عمر وماذا تكون رده فعله ؟ وكيف أخبر الجميع ؟ أشعر إني أريد أن أصرخ في الشارع وأوقف الماره وأخبرهم : أناااا حاااااااااااامل .


********************

الى اللقاء مع الحلقه القادمه

تقبلوا تحياتي

ميرسيه يا جميل على مرورك

هههههههههههه
ايه يا منسى دى بتاعتك يا عم

وعلى العموم مشكور على مرورك

ههههههههههههه
ماشى يا عم

ميرسيه يا قمر على مرورك

الحلقه الحادية عشر


قالت ساره :

مشاعر كثيرة متضاربة تجتاحني ، فرح وسعادة عارمة وخوف وقلق وتوتر وضوضاء جميلة تغمر كل مشاعري ، لا أعرف ماذا أفعل ؟ كيف سأخبر عمر ؟ وهل سيفرح ؟ أكاد أطير من السعادة وارقص من النشوة ، وأخذت أجري في أنحاء الشقة من فرط سعادتي ، أريد أن افتح كل الشبابيك والأبواب لأصرخ في الجميع إن الله أعطاني رزقاً واسعاً ، وجعلني أنثي مكتملة الأنوثة ، هبطتُ بقوة على الكرسي من كثرة حركاتي الجنونية ، كما أفعل دائماً وأنا ألهث من السعادة .. وتذكرت إني لست وحدي الآن ، بل يوجد من يشاركني جسدي ، ويقتسم خلاياي وأنفاسي معي ، ولابد من احترامه وإعطاءه حقه بالكف عن هذه الحركات الصبيانية وهمست له : عفوا يا صغيري سأصبح أماً حنونا لك من الآن ، أمسكت التليفون وطلبت أمي ، ولم تكد تسمع صوتي وهو يرقص من الفرحة وقبل أن أقول شيء صرخت هي : انتي حامل يا ساره مش كده ؟ فرددت وأنا أضحك : إيه ده هي الجزيرة لحقت ذاعتها ؟ عرفتي منين يا جميل ؟ ضحكت ماما وردت : ألف ألف مبروك .. هو انتي فاكره إني مش باحسب معاكي باليوم ولا إيه ؟ بس ما كنتش بأحب أوتّرك في حاجة مالكيش يد فيها .. ألف ألف مبروك يا حبيبتي .
قلت : الله يبارك فيكي يا ماما .
ماما طبعاً مانسيتش توصيني : بس خلي بالك من نفسك ، وبلاش حركات الجنان بتاعتك والجري والتنطيط ده .. خلاص أعقلي يا ساره حاتبقي أم .
همستُ في سري ، إنها لو شافت ماتش الجري بتاعي من لحظات كان أغمى عليها فوراً .... طبعاً طبعاً يا ماما ما تقلقيش .
كمّلت الوصايا : وخلي بالك من أكلك وحركاتك ونومك .. الخ الخ الخ .
وأخذت أمي تسرد وابلاً من النصائح في شتي المجالات .. حتى نمت منها على السماعة ، إن شاء الله لما أخلف حاهري ابني نصايح علشان أخلّص تاري ، ولكن للحق بعض النصائح النسائية الخاصة لم أكن أعلم عنها شيئاً .. ده أنا كنت حابهدل الدنيا .. ربنا يخليكي لي يا ماما ، وأجريت مكالمة مماثلة مع حماتي لأنها كانت زعلانه من أخر مرة أخبرتها بذوق الا تتدخل في شئوني الخاصة .. وللحق هي طارت من الفرحة ، وأسلوبها معي كان أسلوب أم بحق ، وأشعرتني بحنانها لأول مرة ، وأنهيت المكالمة وأخذت أحضر الغداء ، وفكرت في طريقة أخبر عمر بها ، فكرت طويلاً ، وأخيرا وجدتها .
******************
جاء عمر واستقبلته بشكل طبيعي جداً ، وأنا أكاد أنطق له بالسر في كل لحظة .. ولكني تماسكت وأعددت الغداء في هدووووووووء وجلسنا عادي جداًاًاًاًاًاًاًاًاً وبدأ يأكل ، لاحظ إني وضعت طبق وملعقة وشوكة إضافيين .. فسألني في دهشة : انتي مزودة طبق ثالث ليه ؟ فيه حد جاي ؟
فرددت في غموض : أيوه .
عمر : طيب مش تقولي يا بنتي وسايباني أكل كده .
أنا : لا مش مشكلة ماهو مش غريب .
عمر : مين ؟.. ماما ولا بابا ولا حد من أخواتك ؟
فرددت بهدوء يفرس : لأ .
قال وقد نفذ صبره : هو احنا في رمضان ولا حاجة ؟ إيه الفوازير دي ؟ طيب نستنى ولا ناكل ؟ أنا حاموت من الجوع .
فرددت وأنا أبتسم ابتسامة أودعتها كل أنوثتي : لا يا حبيبي كل إنت بالهنا والشفا .. ماهو مش معقول أسيبك تستنى 9 شهور .
فنظر إلي بدهشة وعدم فهم في البداية ، ثم نظر إلي بعدم تصديق ، وأخيييييراً نطق وهو غير مصدق : ساره انتي .. انتي .. حامل ؟
فهززت رأسي بالإيجاب وأنا أتوقع رد فعله أن يقفز من الفرح ويحملني و..و..و ولكني فوجئت بآخر رد فعل كنت أتوقعه على الإطلاق ، رأيت دموع في عينيه لأول مرة في حياتي ، كانت أول مرة أراه يبكي ، دموع غزيرة شاكرة مبتهلة .. لا أستطيع تصديق هذا أبداً .. كنت أعتقد أن الموضوع لا يشغله مثلي ولكن واضح انه كان يخفي انفعالاته كي لا يزيد همي .. يا حبيبي يا عمر ، فقمت من مكاني واحتضنت رأسه ، وأخذت أمسح دموعه وأنا أقبل رأسه وأبكي أنا الأخرى وأخيرا تمالك نفسه وابتسم وقال لي : خلاص بقى إيه الغم ده .. ألف مبروك يا حبيبتي .. كده برضه مش تقوليلي من أول ما دخلت ولاّ تكلميني على الموبايل .. يا قلبك يا شيخه .
فضحكت وأنا أسأله : يعني فرحان يا حبيبي ؟
رد عمر وقال : بجد إحساسي لا يوصف .. ياه ده أنا كنت قلقان بشكل وكنت أدعو الله ليلاً ونهاراً .. بس كنت مش بارضى أقولك علشان ما أزودش توترك .. يالاّ يا ساره قومي اتوضي ، حانصلي صلاة شكر جماعة على الهبة العظيمة اللي ربنا وهبهالنا .
وصلينا أنا وهو .. وأخذ يدعو وأنا أؤمن على دعاؤه ، وأرتجف في داخلي من دعاءه العميق المبلل بدموعه الشاكرة المبتهلة ، وهو يشكر الله على عطاؤه الكريم ويصفنا في الدعاء أنا وهو لأول مرة بالأب والأم ، وليس بالزوج والزوجة .. ويسأل الله أن يحفظ لنا وليدنا ، ويشب في طاعة الله ولا يمسه الشيطان أبداً .
*****************
فرغنا من الصلاة ، وجلسنا أنا وهو على الأرض على سجادة الصلاة ، وكأننا لا نريد أن نخرج من روحانية الصلاة والدعاء ، ورأيت عمر يتأملني بحب وهو يهمس لي : ألف مبروك يا حبيبة قلبي .. لو تعرفي غلاوتك زادت عندي ازاي ؟
قلت في سعادة : يا سيدي يا سيدي على الحنيّه .. إيه الهنا اللي أنا فيه ده ؟
عمر : لا والله صحيح .. دلوقتي أنا حاسس إن أنا وانتي بقينا عيله بجد .. بس لازم يا ساره نشكر النعمة الكبيرة دي .. حاولي تحافظي على نفسك ، وبلاش الجري والتنطيط ده يا مدام مفهوم ؟
أنا : يييييييييييييه أنا سمعت الفيلم ده من ماما من شويه .. وإيه كمان ؟
عمر : بصي يا قمر .. فيه حاجة مطلوبة منك طول فترة الحمل تعمليها علشان ابننا إن شاء الله يكون زي ما بنتمنى .
أنا : إيه هيّ ؟
عمر : عاوزك يا ستي ما تسمّعيش ابني غير قرآن طول فترة الحمل .. أنا قرأت كتير إن ده بيؤثر جداً على نفسية الجنين ، وبيخليه بعد كده متعلق جداً بالقران .. عاوزك طول مانتي فاضيه تقرئي قرأن ، وبصوت مسموع علشان يشعر ويتأثر بيه .. عاوزك تختمي المصحف كل شهر لو قدرتي .. اتفقنا ؟
بهرني طلبه فأجبت بدون تردد : اتفقنا .
أضاف قائلاً : وفيه حاجة كمان .. الحصالة بتاعتنا الخاصة بالصدقات .. من النهارده سنضع للأستاذ فيها نصيب يومي .. مش برضه راجل ولا إيه ؟
أنا : أه راجل طبعاً ده حالياً في حجم الزيتونة هو فيه حد قده .. ماشي يا سيدي فيه حاجة تاني ؟
عمر : لا خلاص .. قومي بقي علشان أفسحك بالمناسبة السعيدة دي وأشتريلك هدية حلوه .. ولا حاتعملي لنا فيها حامل ودايخه والحوارات دي ؟
أنا : لا يا عم .. حامل مين إنت بتصدق ؟.. حالبس في ثواني بس إنت ماتغيرش رأيك ... حاتوديني فين يا أبو العيال ؟
ضحك على اللقب وقال : المكان اللي تشاوري عليه يا أم عتريس .. بس الأول أنا كنت ندرت ، إن لما ربنا يكرمنا بابننا ، إن أول مكان نروحه أنا وانتي وهو يبقي للجامع .. موافقة نروح نصلي ركعتين ونطلع مبلغ صدقة لله ؟
أنا: طبعا موافقة جداً جداً جداً جداً .


********************

الى اللقاء مع الحلقه القادمه

تقبلوا تحياتي