يوميات سنة اولى جواز

dodo_dodo كتب:: جميله اوى يامحمد تسلم ايدك بجد

ميرسيه على مرورك الجميل ده يا دودو

بجد موضوع شيق وجميل
شكرا لكل من شارك فيه

مشكوووووووووووووووور يامنسي على الموضوع
مشكووووووووووووووور ياميستروا على التكملة

فى انتظار باقى اليوميات

آسف على تأخير الرد

تحياتي

مشكوووور جدا يا سمرى

على المتابعه الجميله دى

وانتظر باقى الحلقات

الحلقه الثانية عشر

قالت ساره :

مر أكثر من شهرين على الحمل ، إحساس لا يوصف لا يضاهيه إحساس أخر ، كنا ونحن صغار نفرح ببعض حبات الفول عندما نزرعها بأيدينا ونراقبها بالساعات وهي تكبر شيئاً فشيئاً ونغضب عندما يتخلص منها أحد الكبار كالمعتاد وكأنه قتل جزء منا ، الآن هذا الإحساس اشعر به ولكن بداخل جسدي ، نبضاً صغيراً ينمو خليه خليه بداخلي ، يتنفس من أنفاسي ويقاسمني الطعام .. ويفرح معي ويحزن معي ، رغم أني لا أشعر بحركته بعد ولا بطني انتفخت لكن أشعر به في كل لحظه كياناً داخل كياني ، رغم ما أعانيه من تعب وإرهاق كبير جداً من دوار مستمر ورغبه دائمه في النوم الذي لا ينتهي ورؤية الطعام كالعدو اللدود وما يصاحب هذا من خناقات مع عمر وماما لي كي آكل رغماً عن أنفي .. لأني بقيت اتنين دلوقتي مش واحد ، لكني أشعر إني أصبحت إنسانه مختلفه في كل شيء ، مزاجي مختلف ، أتوتر بسهوله شديده ، أقلق سريعاً ، وللأسف أصبحت عصبيه لدرجه لم أكن أتخيلها ، لم أربط بين هذه التغيرات وبين الحمل إلا عندما رأتني صديقتي في العمل أسبب مشكله لا داعي لها من عصبيتي الزائده .. فأخبرتني أن كثير من النساء يؤثر عليهم الحمل مثلي .. وقرأت في هذا الموضوع لأجد بعض حالات تتغير مزاجاتهم وشخصياتهم تماماً في فتره الحمل ، ماشاء الله أنا أولد من هنا وأروح السرايه الصفرا عدل .

قال عمر :

ساره أصبحت عصبيه جداً الأيام دي ، لا تطيق كلمه حتى ولو هزار وتقلب لموضوع خناقه وحدوته .. وأنا مقدّر تغيرها من الحمل ولا أحاول أن أعقد الموضوع .. وأصدقائي يؤكدون لي أن هذا شيء عادي ويقصون لي حواديت على الجنان الأصلي اللي شافوه على يد زوجاتهم في فتره الحمل ، لكن بجد تعبت ووحشتني ساره حبيبتي الوديعه التي تغفر لي كل أخطائي وأتمتع بأنوثتها ورقتها .. لكني أعذرها فهذه ليست طباعها الأصليه ولابد أن أتحملها فهي تحمل ابني الذي أتمناه من الله ، ربنا يهديها قبل ما أتجنن أنا .

قالت ساره :

أنا بجد زهقت من كتر النصايح اللي باسمعها ليل ونهار من جميع البشر ، لازم تاكلي كذا ، ولازم تنامي بالطريقه دي ، ولازم تمشي كده ، ولازم ولازم ولازم ، وكأن الحامل دي إنسانه فاقده العقل ومستنيه بنات الصين يقولولها تعمل إيه ، وأكبر مشكله بتواجهني في الحمل هي شغلي .. أنا كنت قادره أوفّق بالعافيه بين الشغل والبيت لكن دلوقتي بجد تعبت ، صحتي ضعفت من الحمل وهي أصلاً ضعيفه والمشوار المحترم الذي باخده كل يوم يكاد يموتني من كثره المطبات التي أشعر أنها تسحب روحي معها ، ولكن ماذا أفعل ؟
أنا وعمر لا نستطيع أن نستغني عن عملي في الوقت الحاضر من الناحيه الماديه .. وحتى لو استطعنا .. فأنا لا أتخيل نفسي ربه منزل أصحي الظهر وأرغي في التليفون في آخر وصفات الطبيخ وأخبار العيال أشعر بالاختناق من مجرد الفكره .. ولا أريد أن أفكر فيها ، لكني في نفس الوقت خايفه على البيبي وحاسه بالذنب مما أعرضه له ... يا رب ساعدني .

قال عمر :

غريبه أول مره أدخل البيت ولا تستقبلني ساره كالمعتاد .
ساره .. ساره .. إنتي فين يا حبيبتي ؟
جاءني صوتها ضعيفا من حجره النوم فطرت عليها وأنا أرتجف من الخوف .. فوجدتها مازالت بملابس الخروج .. شاحبة ولون وجهها يحاكي وجوه الموتى ، جريت عليها وأنا أصرخ : مالك يا ساره فيه إيه ؟
فردت بضعف : الحمد لله .. أنا كويسه ما تقلقش يا عمر .
قلت بلهفه : كويسه ؟ إيه يا حبيبتي ده .. إنتي بتموتي !! إيه اللي حصل ؟ ردي على بسرعه ؟ ولاّ أقولك .. حاجيب ليكي مسكّن وعصير تشربيه الأول وارفعي رجليكي على المخدات دي علشان تفوقي شويه .

قالت ساره :

أخذتُ الدواء وشربت العصير وشعرت أني أفضل حالاً مما كنت عليه فشكرت عمر وقلت له : أنا كويسه ما تقلقش .
قال لي : ألف سلامه عليكي يا حبيبتي .. إيه اللي حصل ؟
رديت : مافيش حاجه .. وأنا راجعه من الشغل وراكبه المواصلات السوّاق عمل حادثه وخبط في عربيه كانت قدامه وعمل اهتزاز عنيف في عربيتنا طبعاً .. لدرجة إننا وقعنا من على الكراسي وبعدها حسيت إني دخت جداً .. وحسيت بمغص جامد أوي وألم حاد في ظهري من الوقعه .. لكن الحمد لله .. أنا كويسه دلوقتي والبركه في ربنا وبعدين فيك .
سمعني عمر وأنا أحكي الموضوع بمنتهي البساطه وهو يغلي من الغيظ فرد بعصبيه : يعني إيه كويسه كنتي حاتموتي إنتي واللي في بطنك وتقولي كويسه ؟
قلت بسرعه : ما تكبرش الموضوع يا عمر مافيش حاجه ؟
رد بعصبيه : لا طبعاً فيه .. لما تصري على شغلك وإنتي كل يوم بتركبي ميت عربيه وإنتي حامل يبقي فيه ألف مشكله .. أنا كام مره قلتلك بلاش الشغل ده ؟ كويس كده لما يحصل لك إجهاض ؟
فرددت باستفزاز : يعني إنت خايف على اللي في بطني مش عليا أنا ؟
قال : والله من حقي إني أخاف وأنا شايفك بتستهتري بيه كده .. ده ابني برضه .
فجننت من رده وصرخت : باستهتر ؟ هو أنا كنت رايحه السينما ولا النادي ؟ مش الشغل ؟ وبعدين مرتبي ده باعمل بيه إيه ؟ باشتري بيه ماكياج وبرفانات ولا كله على البيت وباساعدك في مصاريفه ؟ وفي الأخر تقول لي بتستهتري ؟
فصرخ فيا : هو إنتي كل ما تتكلمي تقولي لي أنا باصرف وباساعدك ؟ طيب إيه رأيك بقي ده أخر يوم ليكي في الشغل ؟
فرددت بعند هائل لا أعرف من أين أتاني : مش ممكن طبعاً .
فجن من ردي وأصبح إنسان آخر : مش ممكن ؟!! يعني مش بتسمعي كلامي ؟!! طيب يا ساره لما أشوف كلامي حايتنفذ ولا لأ ؟ اختاري دلوقتي حالاً .. يا أنا يا الشغل .
تملّكني الشيطان تماماً وأعماني الغضب وأنا أنفجر فيه بطريقه لم يسمعها مني من قبل : الشغل يا عمر !! إيه رأيك بقى ؟ أنا خلاص زهقت من أوامرك وتحكماتك فيّا كأنك اشتريتني .. زهقت من حياتي كلها ومش قادره أستحمل أكثر من كده .. ونفسي أسيب البيت ده اللي أنا حاسه إني جاريه فيه مش إنسانه بتحترم طموحها ومستقبلها وأرجع بيت أهلي اللي كنت ملكه فيه .
رد عمر بذهوووول : اييييييييه ؟ بتبيعيني يا ساره ؟ وكمان عاوزه تسيبي البيت ؟ على العموم إنتي حره بس افتكري إنتي اللي بعتيني وأنا مش حاشتريكي .
لم أستطع الانتظار أكثر من هذا وأحسست إن كرامتي ذبحت فقمت ارتديت طرحتي وخطفت حقيبة يدي وجريت على باب الشقه وعمر ينظر لي ولكنه صامت لا ينادي عليا .. فألقيت عليه نظره أخيره وتركت بيتي وأغلقت ورائي الباب بعنف .
******************
لا أعرف حتى الآن كيف وصلت بيت والدي ؟
أكيد كان كل الشارع بيتفرج عليّا !! وسواق التاكسي اللي ركبت معاه كان رجل عجوز وطيب أخذ يهدأ فيّا وهو يراني أبكي بحرقه دون أن يعلم بما حدث .. ولكن واضح أن شكلي كان في منتهى التعب والبهدله ، كده برضه يا عمر أهون عليك أسيب البيت ؟ وحتى لا يكلف نفسه أن يبقيني أو يتحايل عليا .. الله يسامحك ، واضح إن الحب اللي كان بيقولّي عليه كله كلام في كلام ، خلاص .. أنا كمان ليّا أهل ياخدوا لي حقي علشان يعرف قيمتي .

قال عمر :

حتى الآن لا أستطيع تصديق ما حدث ، ساره تسيب البيت ؟ وليه ده كله ؟.. أنا مش شايف إني غلطت في حاجه ، هيّ اللي قعدت تصرخ زي المجانين وتذلّني ، كل دقيقه إنها بتساعدني في البيت ، دي حاجه خلاص تجنن ، مش قادر استحمل الذل ده بعد كده .. لا وكمان تبيعني وتختار الشغل وتسيب البيت وفاكراني حاجري وراها ، لأ خلّيها .. ولمّا تعرف قيمه بيتها وزوجها حاترجع لوحدها وغصب عنها كمان .

********************

الى اللقاء مع الحلقه القادمه

تقبلوا تحياتي

جميله جدا يا منسى

تسلم ايدك يا مان

المــــــــايسـتـــــــرو كتب:: جميله جدا يا منسى

تسلم ايدك يا مان

شكرا ليك يا محمد على المتابعه الجميله انتظر بقيت الحلقات

مشكووووووووووووووووور يامنسي تسلم يدك بتشوقنا اكثر فاكثر

فى انتظار الحلقات الاخري

semary كتب:: مشكووووووووووووووووور يامنسي تسلم يدك بتشوقنا اكثر فاكثر

فى انتظار الحلقات الاخري

شكرا ليك يا semary على المتابعه الجميله

الحلقه الثالثة عشر

قالت ساره :

عندما وصلت لباب بيت والدي أحسست أني أفقت من نوبة الجنون التي كانت تتملكني وكأن إنسانه أخرى هي التي كانت تتحدث وتصرخ ، أحسست أني هدأت وأفقت وترددت هل أضرب الجرس أم لا .. معقول .. طيب أرجع ؟ وحايبقي شكلي إيه أمام عمر ؟ طيب ازاي حاحكي لماما وبابا وأخواتي والدنيا كلها مشاكلي مع عمر بهذه البساطه ؟ بس هو باعني وغروره منعه انه حتى ينده عليّا ، انهمرت دموعي ثانيه عندما تذكرت هذا ورننت الجرس ، صرخت أمي عندما رأتني في هذا الحال المرعب .. شاحبه منهكه عيناي مصبوغه بلون الدم ووجهي متورم من كثرة البكاء .. وقالت : إيه يا ساره يا حبيبتي مالك ؟ فيه حاجه حصلت للبيبي ؟
فقلت في سري هو كل الناس بتسأل على البيبي وأنا أتحرق ؟.. ولم أستطع الرد ودخلت البيت وارتميت على أقرب كرسي وجاء أبي واحتضنني وهو يقرأ على رأسي آيات من القرآن ويهدهدني كالطفله الصغيره ، آه لو يعامل كل رجل زوجته كأنها ابنته لعاشت النساء في الجنه .. وكأنه علم ما بي بدون أن يسأل فأمر أمي أن تأخذني غرفتي القديمه لأستريح .. هكذا بدون أن يسألني سؤال واحد بعكس أمي التي انهالت عليّ بالأسئله من ساعة ما دخلت الشقه .
ودخلت غرفتي القديمه وأحسست بغربه أول ما دخلتها .. وللحظه شعرت ببروده شملتني واشتقت لدفء شقتي ، كيف أشعر هكذا وهذه هي غرفتي التي ضمتني لأكثر من عشرين عاماً .. سبحان الله .. وأفقت على صراخ أمي لي : يا ساره وقّعتي قلبي قولي إيه اللي حصل ؟ إنتي اتخانقتي إنتي وعمر ؟
قلت : أيوه يا ماما وسبت له البيت .
فدقت على صدرها بجزع وقالت لي : ليه كده يا بنتي ؟.. هو فيه واحده عاقله تعمل كده ؟ طيب أنا متجوزه أبوكي من 25 سنه عمرك شفتيني سبت له البيت ومشيت ؟ هو ده اللي أنا علّمتهولك ؟
فوجئت بموقف أمي المهاجم وكنت أتخيل أنها ستصب جام غضبها على عمر واضطررت أن أحكي لها كل شيء .. وانتظرت رد فعلها فسكتت طويلاً وردت على بهدوء : عاوزه رأيي ؟.. انتوا الاتنين غلطانين وإنتي غلطانه اكتر .
فرددت بغضب : ليه بقي ؟.. يبقي أنا عامله حادثه وباموت وييجي يزعق لي ويهددني كمان .
قالت ماما : اهدي يا ساره يا حبيبتي ؟؟ أنا حاقول لك إنتي غلطانه ليه .. أولاً علشان سيبتي بيتك .. وثانياً لأنك من أول الحمل وإنتي عصبيه جداً ومش بتطيقي كلمه واحده فكبرتي الموضوع بدون داعي .. أنا عارفه إن ده غصب عنك بس لازم تهدي شويه .. وكمان انك كل شويه تقوليله باساعدك باساعدك ودي حاجه تجرح كرامه أي راجل فعاند معاكي هو كمان .
قلت أنا : يا سلام .. يعني طلعت أنا اللي غلطانه وعمر باشا هو الغلبان المظلوم .
قالت ماما : لا يا ستي .. هو كمان غلطان انه عاند معاكي وانه سابك تنزلي وإنتي زعلانه كده .. بس أنا مش عاوزه أتدخل علشان ما أكبرش الموضوع .. اقعدي ارتاحي شويه وبعدين ارجعي بيتك علشان الموضوع ما يكبرش .
فنظرت لها بذهول وقلت : إيه ؟ أرجع بيتي كمان ؟.. إنتي اللي بتقولي كده يا ماما ؟!! يعني عاوزاني أرجعله وكرامتي تتبهدل أكتر من كده ؟ طيب أروح فين يا ربي انتو كمان مش عاوزني في بيت أبويا ؟
فنظرت إلي أمي بإشفاق وكأنها تنظر إلى مجنونه وقالت لي بحنان : طيب يا حببيتي ارتاحي شويه وربنا يحلها من عنده إن شاء الله .
وارتميت في حضنها وبكيت مره أخرى

قال عمر :

البيت وحش أوي من غير ساره ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ليه كل ده ؟ طيب أتصل بيها ؟ لا .. مش ممكن .. دي جرحتني وباعتني في لحظه .. وكل شويه تمنّ عليّا إنها بتساعدني .. أنا مش عارف إيه اللي جرى بس ، طيب أروح لها بيت والدها ؟ لا ده كده تبقى هي اللي غلطت فيّا وأهانتني وكمان أروح أصالحها ؟ ده أنا ما أقدرش أبص في عينيها تاني ، خلاص هي اللي سابت البيت يبقى هي اللي ترجعله لوحدها .

قالت ساره :

استيقظت من نومي المتقطع لأشعر أني لم أنم .. وإنما كنت أحارب من أحلامي المزعجه التي رأيتها .. وأول ما استيقظت نظرت على الموبايل لأري هل عمر اتصل بي أم لا ؟ وحزنت عندما لم يحاول الاتصال ولا أرسل حتى رسالة اعتذار ، ما أصعب أن يجرح الرجل كرامه حبيبته والأصعب انتظارها حتى يرد لها كرامتها ، ماذا أفعل الآن ؟ ماذا لو لم يأتي عمر لصلحي ؟ هل سأعود وحدي ؟ لا يمكن ، أخيرا عرفت ماما ليه ماكانتش بتسيب البيت مهما زعلت مع والدي كي لا تضع نفسها في موقفي المحرج ، وخرجت إلى الصاله لأجد جميع أفراد أسرتي ينظرون إلي بإشفاق وخجلت من موقفي وحاول أبي التسريه عني ومداعبتي ولكني سمعت صوت أمي عالياً تتحدث تلفونيا في الصالون فدخلت عليها كالسهم وظننتها تتشاجر مع عمر .. وياليتها فعلت فقد وجدتها تتحدث مع حماتي ، ياللكارثه .. انقلب الموضوع لحرائق بالطبع .. واضح إن حماتي تسدد كلمات ناريه لأمي وإنها كالمعتاد تلقي اللوم عليّا ، كده يا عمر لحقت قلت لها ؟!! طيب ما أنا كمان قلت لماما اشمعنى هو يعني اللي حايطلع عاقل ؟ وأخيرا ألقت أمي السماعه بعنف وهي تغلي من الغضب وتقول : أنا غلطانه اللي كلمتها علشان تهدي الموضوع دي عاوزه تخرب البيت وخلاص .. قال وبتقول عليكي انك متدلعه ومش مهتمه ببيتك ولا جوزك قال وأنا اللي كنت باقولك اخزي الشيطان وارجعي بيتك .. طيب لو البيه ابنها ماجاش يصالحك ويبوس على راسك كمان عمره ما حايشوفك تاني وحايشوف شغله معايا أنا .
سألتها : هوّ عمر اللي اشتكي لها مني ولا إنتي اللي قولتيلها يا ماما ؟
ردت : لا يا ستي أنا اللي قولتلها .. هو ما قالش حاجه .
فرددت بندم وأنا أغالب البكاء : ربنا يخليكي يا ماما .

قال عمر :

سألت أمي وأنا أكلمها في التلفون : ليه يا ماما بس تقولي لأم ساره الكلام ده كله ؟ هو أنا عمري اشتكيتلك منها ؟
ردت وقالت : هو إنت من ساعة ما اتجوزت وإنت بتحكيلي على حاجه خالص ؟ بقى مراتك تغضب وتسييب البيت وأنا ما أعرفش ؟ وكمان زعلان إني رديت عليهم ؟
قلت : يا ماما حضرتك كده كبرتي الموضوع وإنتي عارفه ساره قد إيه محترمه وبنت ناس .. بس هي الحمل اللي تاعب أعصابها شويه .
ردت بغضب بالغ من دفاعي عن ساره : أنا اللي كبرت الموضوع ؟! والمحترمه بنت الناس اللي سابت بيتها وراحت اشتكتك للناس ما كبرتش الموضوع ؟
لم أستطع الرد عليها وقلت في سري : كده يا ساره تصغريني قدام الكل ؟
ورديت على ماما وقلت : يا ماما حقك على بس حضرتك كده خلتينا إحنا كمان غلطانين .. وأنا دلوقتي مش عارف أعمل إيه ؟
قالت بعنف : روح صالح ست الحسن والجمال بتاعتك .
وأغلقت السماعه في وجهي ، لا اله إلا الله .. أعمل إيه أنا دلوقتي في المصيبه دي ؟.. العيلتين وقعوا في بعض كل ده من دلعك يا ست ساره ، بس ماما خلتني لازم أعتذر لها عن كلامها اللي قالته .. كمان لازم ما أوطيش لها علشان تعرف إنها هي اللي غلطانه وأحاسبها إنها طلّعت أسرارنا للناس ، طيب أروح ولاّ ما أروحش ؟ أنا لم أنم لحظه من ساعة ما سابت البيت امبارح .. وكأنها أخذت الحياه معها وتركت البيت قبراً .. خلاص أنا أعمل كلام ماما ده حجه إني أصالحها .. رب ضارة نافعه .. بس برضه حاعرّفها أنا مين .

قالت ساره :

كده يا عمر أهون عليك ؟ تسيبني يوم وليله كاملين من غير ما تسأل عليّا ولو بالتليفون ؟.. وكلام حماتي اللي يحرق الدم ، بس بجد أنا اللي غلطانه أهو دلوقتي حماتي مش طايقاني وماما مش طايقه عمر ، أنا فعلاً اللي غلطانه جداً إني سبت بيتي ، ياما مرت علينا أنا وعمر خناقات أصعب من دي وكنت باخاصمه شويه وكان دايماً هو اللي بيصالحني حتى لو أنا اللي غلطانه .. كويس كده الرميه اللي أنا مرمياها دي ؟ طيب لو ركبه العند زياده حاعمل إيه ؟ أنا عرفت دلوقتي ليه طاعة الزوج ربنا وصي عليها لدرجه ألا تسجد المرأه لمخلوق بعد الله إلا لزوجها ، سبحان الله .. ربنا عمل كده علشان يصون كرامة المرأه وليس الرجل وحده .. بأن يجعلها مصانه في بيتها ولا تكون ضيفه ثقيله على الناس وتنشر أسرارها للجميع ، والله أشعر إني عرّيت نفسي أمام الكل .. وزوجي هو الوحيد ستري وعزي وكرامتي ، حتى الأهل حبهم من النوع المدمر الذي يبحث عن كرامه البنت وليس عن بقاء بيتها .. وأنا كان ممكن أُشعر عمر انه غلطان بألف وسيله وأنا في بيتي بدون الجنان اللي عملته ده .. هوّ يعني البنت قبل الجواز بتسيب بيت والدها لما تزعل ؟ يا رب سامحني لن أفعلها أبداً مهما حدث ، وأخذت أستغفر الله كثيرا وأدعوه أن يحل هذا الوضع المعقد .. حتى جاءت إجابة دعائي أسرع مما توقعت ، جاءني نداء أختي الصغيره إلي مثل نشره الأخبار : أبيه عمر جه يا أبله ساره وحاطط برفان كتير أوي ، فقفزت من السرير وأنا أشعر أن كل جزء في جسدي يرتعش ويرقص .. يا حبيبي يا عمر ماقدرش على بعدي .. أحمدك يا رب ، غيّرت ملابسي بسرعه وغسلت وجهي الذابل من كثره الدموع وخرجت بسرعه قبل أن تتشاجر معه أمي .

********************

الى اللقاء مع الحلقه القادمه

تقبلوا تحياتي

مشكووووووووووووووووور يامنسي تسلم يدك بتشوقنا اكثر فاكثر

فى انتظار الحلقات الاخري

_________________
ليكن قلبك صدفة فى بحر ........

لا تحمل سوى لؤلؤة واحدة ...........

هي

حب الله

أخوكم
semary

semary كتب:: مشكووووووووووووووووور يامنسي تسلم يدك بتشوقنا اكثر فاكثر

فى انتظار الحلقات الاخري

_________________
ليكن قلبك صدفة فى بحر ........

لا تحمل سوى لؤلؤة واحدة ...........

هي

حب الله

أخوكم
semary

شكرا على المتابعه الجميله
انتظر بقيت الحلقات

الحلقه الرابعة عشر

قال عمر :

خفق قلبي بقوه عندما رأيت ساره تدخل الصالون كما كنت أفعل حين أراها أيام الخطوبه ، يا حبيبتي يا ساره .. واضح إنها لم تنم مثلي ووجهها متعب جداً .. لن أغضبك أبداً يا حبيبتي .. وقطعت حبل أفكاري لأسترد وعيي ولأقول للجميع ما نويت عليه : أنا جاي النهارده علشان أعتذر عن الكلام اللي قالته والدتي ليكم .. وأنا باعتذر بالنيابه عنها لأني لا أقبل المساس بكرامه ساره لأن كرامتها من كرامتي .. بس أنا جاي علشان كده .. وبعد إذنكم استأذن لأن عندي مشوار مهم .

قالت ساره :

قفز قلبي بين ضلوعي من الرعب .. ألن يصالحني عمر ؟ طيب وبعدين ؟.. هل سيمشي حقاً ؟ همت والدتي أن تلقي عليه مدفعيه من العيار الثقيل .. وما أن فتحت فمها حتى عرف أبي نيتها وعلم أنها ستشعل الوضع فقاطعها بصوت حازم : إيه يا حاجه مش حاتعملي قهوه للباشمهندس ولا إيه ؟ ونظر لأمي نظره ناريه جعلها تنسحب في صمت ، ثم استأذن هو الآخر ليجري مكالمه تليفونيه طويييييييييييله .. ربنا يخليك لي يا بابا ، نظرت إلى عمر من طرف خفي بشوق ، آه كم أعشق هذا الرجل ، وكم كبر في نظري عندما اعتذر عن كلام والدته السخيف ، أنا فعلا غلطانه غلطانه غلطانه ، وأخيراً تكلم عمر ونظر إلي بعتاب كبير لم أره من قبل : كويس كده إن الناس بتتفرج علينا ؟ وإنتي اشتكتيني للجميع وأنا لم أحكي حتى لأمي ؟
أنا : ......... !؟
عمـر : أنا فعلاً غلطان إني زعقت وكبرت الموضوع بس إنتي بعتيني وسبتي البيت وأنا مش حانسي ده أبداً .
رديت عليه هذه المره : أنا غلطانه فعلاً .. بس أنا متعوده منك أنك تحتويني وتطبطب عليّا .. فجأه لقيتك بتهاجمني وأنا ميته من التعب .. اتجننت .. أعمل إيه ؟ ووالدتك كمان قالت كلام رهيب .
رد بعصبيه : خلاص أنا اعتذرت عن كلامها أعمل إيه أكتر من كده ؟ بس لازم تعرفي إني مش حاسمح بالوضع ده تاني .. لو عاوزه تزعلي مني ابقي اقفلي على نفسك أوضة النوم واعتبري نفسك سبتي البيت .. مش نفرّج علينا الناس كده ؟
رددت بخجل وقد بدأت دموعي تنساب : خلاص أنا كمان غلطت يا عمر .
لانت ملامحه برقه وقال لي بحنان : طيب إيه لازمة الدموع دي دلوقتي ؟ ما تعيّطيش علشان ما تتعبيش يا ساره .. وبعدين كده أهون عليكي وتسيبيني لوحدي ؟
فهممت أن أعاتبه ثانيه فدخل والدي وهو يبتسم ابتسامه حنون وكأنه سمعنا وقال لي : يالاّ يا ساره من غير مطرود قومي البسي هدومك علشان تروحي مع جوزك يا حبيبتي .. ومش عاوزين نشوفكم هنا إلا مع بعض .. مفهوم ؟
***********************
وأخيراً دخلتُ بيتي وكأني تركته من عشر سنين .. شعور رائع بالدفء غمرني عندما أحاطتني أركانه ، كم كنت غريبه خارجه .. لن أتركه ثانيةً إن شاء الله ، والتفت إلى عمر وأنا أتوقع خناقه طويله أو أوامر لا حصر لها لأنه لم ينطق بكلمه في السياره طوال الطريق وشكله ينذر بعاصفه لا حدود لها .. ونظرت له صامته أنتظر ما سيقوله ، انتظرت طويلا حتى رفع رأسه لي أخيراً وقال لي جمله واحده بحزم رهيب : أنا مش حاسمح باللي حصل ده انه يتكرر تاني .. ولو مش عاوزه تسمعي كلامي بعد كده في أي موضوع يبقي مافيش لازمه نكمل مع بعض .
ثم تركني ودخل غرفته الصغيره التي تحتوي على سريره القديم وهو شاب .. ولم يدخل غرفه نومنا ، ذهلت من عبارته القاسيه وارتجفت من القلق .. لم أتخيله غاضباً إلى هذا الحد ، لقد اعتدت منه على الغضب ثم الصفاء السريع ثم يبادر هو لصلحي حتى لو كنت مخطئه ، اعتدت على حنانه حتى تماديت في عنادي والآن أدفع الثمن ، لم أجرؤ أن أدخل وراءه وأناقشه وتركته ليهدأ .. ودخلت غرفه نومي وحاولت النوم قليلاً ولم أستطع فالغرفه بدونه كأنها غرفه في الاسكيمو ، عرفت الآن لماذا جعل الله الهجر في المضاجع وسيله لتأديب الزوجه ، ومرت أيام ونحن على هذا الحال لا يكلمني إلا كلمات معدوده ولا ينظر إلى عيني وهو يحادثني ، آه ما أقساه من عقاب ، وحاولت مراراً أن أفتح معه الموضوع لأشعره أني أخطأت واني كنت متوتره من الحمل واني لن أفشي أسرارنا ثانيه أبداً .. بلا جدوى ، كان لا يسمع ويجعلني أصمت بحزم واضح .. حاولت اثناءه عن النوم في غرفه أخرى بلا فائده .. وكان يعود يجدني متزينه ومتعطره ولكن كأني ألبس طاقية الإخفاء ، ماذا أفعل يا ربي ؟ وما زاد المشكله إن ماما زعلانه مني إني رجعت منزلي دون أن أجعلها ترد لي حقي وتقتلّ عمر وأمه .. وطبعاً حماتي لا تتصل أبداً وشعرت إنها هي الأخرى زعلانه من عمر ومني طبعاً ، يعني احنا كده كلنا عاوزين مجلس الأمن يصالحنا مع بعض .

قال عمر :

لابد أن تعلم ساره إني لا أقبل أن تستهين بي ولابد أن تسمع كلامي .. الظاهر إني دلعتها كتير وهي اتعودت على كده ، لابد من وقفه حتى تستقيم الأمور ، بس كده أنا حاسس إني باقسو عليها جداً .. لا والله .. لا يمكن تكون قسوه فالرسول صلي الله عليه وسلم اعتزل زوجاته في المسجد عندما أثقلوا عليه في أمور الغيره والاختلافات الصغيره حتى عادوا إلى سابق عهدهم ، بس هيّ صعبانه على جداً ووحشاني جداً جداً ، لااااا .. اجمد يا عمر باشا وكمل دور سي السيد واستحمل النوم على السرير السفاري الجبار ذو المرتبه الفولاذيه لحد ما ربنا يسهل .

قالت ساره :

طيب الشغل وأخدت أجازه منه .. وكلام وباحاول أكلمه .. أعمل إيه تاني ؟ الظاهر إني غلطت لما صالحته .. خلاص هو حر أنا عملت اللي عليّا .. عاوز يزعل براحته بقى ، بس هو حبيبي برضه وبافتكر لما باكون أنا زعلانه منه بيعمل إيه علشان يصالحني .. يبقى أنا ما أتعبش نفسي شويه علشان أصالح حبيب عمري ؟ أمال أتعب نفسي علشان مين ؟ أعمل إيه .. أعمل إيه ؟ وأخذت أفكر وأنا ألعب على الكومبيوتر لقطع الوقت حتى يأتي عمر ، ووقعت عيني على الطابعه وأنا ألعب .. وفكرت أن أكتب له جواب اعتذار وأشرح فيه مشاعري له .. ولكني وجدت فكره أفضل ، أخذت أكتب كلمه أنا أسفه بكل اللغات التي أعرفها : أسفه بالعربي وسوري بالانجليزي وباردون بالفرنساوي و أيّوووه حقك علينا يا جدع بالاسكندراني ومعلهش بالصعيدي

، وأخذت أطبع من هذه العبارات الكثير وطبعا لم أنسي أن أكتب عبارات جميله مثل : والله العظيم باحبك .. و : ما كنتش أعرف انك قاسي كده .. و : طيب أهون عليك ؟ وكتبت لوحتين كبيرتين علقت واحده على باب حجره نومه الصغيره التي أكرهها وكتبت عليها : ممنوع الدخول ، والأخرى على باب غرفه نومنا معاً وكتبت عليها : الاتجاه إجباري ، وأخذت أعلق كل هذه الأوراق في كل مكان .. أكيد حايقول عليّا مجنونه لما يشوف المهرجان ده كله .. بس يمكن الجنان يصلح الشرخ اللي حصل بيننا ، وانتظرت عمر طويلاً حتى جاء .. وطبعاً ذهل من دار النشر اللي أنا عاملاها في البيت ، ونظر إلي وابتسم ابتسامه عريضه لم أرها من أيام طويله .. فجريت إليه وتعلقت برقبته كالطفله الصغيره وهمست في أذنه : مش حاعمل كده تاني .. أنا ما أقدرش أعيش وإنت زعلان مني كده .
ضمني إليه وقد زال كل غضبه وجلسنا وقال أخيراً وهو يبتسم : إنتي حاتفضلي مجنونه كده على طول ؟ كل ده عملتيه علشان تصالحيني ؟
قلت بدلال : يعني إنت مش زعلان مني .. مش كده ؟
قال : أنا ماقدرش أزعل منك خلاص .. بس لسه فيه نقطه صغيره .. موضوع الشغل ده أنا مش حارجع في كلامي فيه .. لا يمكن أعرضك للخطر إنتي وابني تاني .. انتو الاتنين أغلى حاجه عندي .. اتفقنا ؟
هممت بالاعتراض ولكني لم أستطع وقلت على مضض : حاضر بس أنا ما اتعودتش على قعده البيت يا عمر .. بجد حاموت من الملل وبعدين حانلاحق على مصاريفنا منين يا حبيبي ؟
قال : بصي .. أنا فكرت في حل يريحنا كلنا .. بس ادعي ربنا انه يحصل .. فيه واحد عندنا في الشركه كل شغله انه يرد على العملاء من خلال الايميلات وانه يجري أبحاث على النت ليحصل على أفضل عروض للشركه من خلال مقارنه مواقع الشركات الثانيه بشركتنا .. يعني كل شغله على الانترنت وكتير ماكانش بييجي ويبعت التقارير دي من البيت ..لأنه بيؤدي المطلوب منه وخلاص لأن وجوده في الشركه غير ضروري .. هوّ الأيام دي جاي له عقد عمل في الخليج وبيفكر جدياً انه يوافق عليه .. فلو ده حصل حاحاول أقنع المدير انه يسلم الشغل ده ليكي تعمليه من البيت .. وحاقنعه انك ولا بيل جيتس في زمانه هو صحيح راتبها أقل من مرتبك القديم .. بس حاتترحمي من بهدله المواصلات .. قولتي إيه ؟ أقول له ولا إنتي مش موافقه ؟
رددت بفرح كبير : مش موافقه !!؟ دي وظيفه تجنن .. بس يا رب صاحبك يسافر والمدير بتاعك يوافق .. بس مين حايعلمني الحواديت دي كلها ؟.. أنا بأعرف أشتغل على الكومبيوتر والنت كويس بس ماعرفش العملاء والمنافسين والأفلام دي ؟ مين اللي حايعلمني ؟
وكان رده جاهز على طول : أنا يا حبيبه قلبي .

********************

الى اللقاء مع الحلقه القادمه

تقبلوا تحياتي

مشكووووووووووووووووووووووور فا انتظار الباقي

جميله جدا يا منسى

تسلم ايدك

شكرا لكم يا سمرى انت ومحمد على المتابعه الجميله

بجد روعة تسلم ايدك انت بصراحة محسسنا اننا عايشين معاهم

ميرسى ليكى على المرور الجميل يا شيمو

الحلقه الخامسة عشر

قالت ساره :

بدت صالة منزلنا المتواضع مثل ساحة القتال .. ولكنه قتال من نوع خاص هذه المره ، بدأ بنظرات ناريه من حماتي لي .. وأعقبها مصمصه للشفتين مدعمه بأسلحه دمار شامل من كلمات موجهه لي تحرق الدم .. لأن عمر صالحني ولم يستمع إليها .. وعلى الجانب الآخر من الجبهه كانت أمي تحمل الرايه وتوجه مدافعها الرشاشه إلى عمر هذه المره لأنه تجرأ وأغضب القطه الوديعه مغمضه العينين اللي هي أنا ، وكدت أبكي في لحظات كثيره .. وكاد عمر ينفعل في أوقات أكثر ولكننا أخذنا عهد على أنفسنا قبل أن نعزم الأسرتين على العشاء .. أننا نبتغي رضا الله من رضاهم وسنستحمل أي كلمه أو غضب من أحد الطرفين حتى نمتص شحنه الانفعال التي تسكن الصدور وتعود الأمور إلى طبيعتها الأولى ، وكنت عندما أرى الأمور ستشتعل بين ماما وحماتي أبادر عن الحديث عن البيبي وكيف أن الحمل متعب جداً وأني أنام كثيراً جداً ولا أطيق الأكل .. ولكن للأسف كان هذا يأتي بنتيجه عكسيه بالطبع مع حماتي لأني : باتدلع على ابنها .. فيغمزني عمر عندما ينقلب وجه أمه من كلامي وكأنه يقول لي : جيتي تكحليها عميتيها .

قال عمر :

ياااااااساتر .. أخيرا عدّت السهره على خير .. دي ولا مفاوضات إسرائيل ، بس كنا يعني حانعمل إيه ؟ حانسيبهم زعلانين مننا ؟ المهم إنهم نزلوا هاديين وأحسن من الأول .. بعد ما فرغوا كل شحنه النكد والعتاب عليّا أنا وساره .. بس الحمد لله إنهم كده راضيين عننا علشان ربنا يرضى عننا .. وأحلى حاجه عجبتني موقف الرجال .. والدي وحمايا .. من الحدوته .. أخذوا ركن وقعدوا يلعبوا طاوله وكل واحد ساب مراته تفرغ قنابلها علينا حتى ترتاح ، واضح إن القنابل دي كانت بتنزل على دماغهم هم فحبوا يرتاحوا شويه .

قالت ساره :

ياااااااااااه ده أنا نمت كتير أوي .. السهره امبارح امتصت كل طاقتي في الاحتمال .. همّ نزلوا من هنا ونمت فوراً بدون مقدمات .. واضح إن عمر نزل الشغل من غير ما يصحيني وتخلى عن فطاره المتين !! موضوع الحمل ده جه على حساب عمر وهو كمان حنين جداً وخايف على إني أتعب نفسي في أي حاجه وأنا طبعاً ما صدقت ، سايقه الدلع على الآخر باستغل الفرصه لآخر نقطه .. أف دي ريحتها مش حلوه شيلها بسرعه .. لا مش قادره أطبخ النهارده هات أكل معاك .. سوق بالراحه علشان البيبي .. مزاجي مش رايق عاوزه أخرج حالاً .. نفسي في أم الخلول دلوقتي ، والغريبه انه مش متضايق ومحسسني إني حاخلف صلاح الدين الأيوبي ولاّ قطز .. وعاطفته ناحيتي أصبحت أعمق وأهدأ .. بيتكلم عني وكأني لست فرد واحد بل عائلته كلها ، اللهم اجمعنا سوياً على حبك ولا تفرقنا أبداً .

قال عمر :

من ساعة ما ساره سابت الشغل والمصاريف بقت نار ولسه المدير لم يعطي رأي نهائي في موضوع وظيفة الرد على العملاء من خلال الانترنت ولسه متخوف من الفكره .. يا رب يوافق علشان يحل أزمتنا دي يا رب ، وخلاص تعبت من فكره الاقتراض من والدي .. إمتى بقى أقدر أعتمد على نفسي وما أحتاجش لحد تاني ؟
يا رب افتح لنا أبواب رزقك الحلال وأغننا من حلالك .

قالت ساره :

رأيت فكره مشروع ممتاز على الانترنت .. يطلبون تصميم هندسي لمدينه ألعاب ترفيهيه تعليميه للأطفال .. وصاحب أفضل تصميم سيأخذ مكافأه سخيه وأيضاً سيعيّن المستشار الهندسي للشركه وهي شركه مقاولات متعددة الجنسيات وراتبها أضعاف ما يتقاضاه عمر ، عرضت عليه الفكره فعجبته جداً وأمضى ساعات على موقع الشركه وهو متحمس جداً لاقترابه من حلمه بالخروج من دوامة عمله الروتيني إلى دائرة الإبداع التي يتمناها وكان مميز جداً بها في كليته ولا تتيحها له شركته .. وكان يقضي الساعات يشرح لي أفكار المشروع وأحلامه لو أخذوه هو في هذه الوظيفه الرائعه وكيف ستتحول حياتنا إلى شيء آخر ، وفجأه وجدته فقد حماسه وانكسر .. ولا يتحدث في الموضوع ولا يدخل إلى موقع الشركه وعندما سألته عما حدث .. أجابني بإحباط : خلاص يا ساره واضح إن الموضوع ده مش لينا .
قلـت : ليه يا حبيبي التشاؤم ده ؟ إيه اللي حصل ده ؟.. إنت كنت متحمس جداً .
قـال : لما حسبتها لقيت إنهم عاوزين تأمين لدخول المشروع حوالي 5 آلاف جنيه وكمان أنا حاحتاج معدات تصميم وأدوات ومراجع بمبلغ كبير .. حانجيب ده كله منين ؟
قلـت : يا سيدي ربنا يحلها من عنده .. بس بلاش الإحباط ده كله .
فرد بيأس وانكسار : وبعدين يا ستي يعني هم حايسيبوا كل الناس اللي متقدمين وياخدوني أنا ؟ يعني أنا أزيد إيه عنهم ؟
فرددت بحماس : إنت تزيد عنهم انك عبقري وحساس وبتشوف الأشياء بمنظور خاص بيك وإنت بنفسك ياما قلتلي إن زمايلك ومديرك نفسه قالوا إن تصميماتك عبقريه بس محتاجه تمويل كبير .. وبعدين هو أي واحد من الناس الكبار ابتدا حياته ازاي ؟ ماهو أكيد كان صغير زيك كده بس عنده ثقه في موهبته فكبر بيها .. إنت مش عارف قيمه نفسك يا باشمهندس ولا إيه ؟

انتقل الحماس إليه شيئاً فشيئاً ورد وقال : يا ستي ربنا يكرمك بس أنا حآجي إيه جنب كل الناس اللي حاتقدم دي ؟ مش معقول حاياخدوني أنا .
قلـت : أهي هيّ دي محبطات الأعمال اللي الرسول عليه الصلاة والسلام استعاذ منها .. يا سيدي اعمل اللي عليك واجتهد والتوفيق على الله .. وبعدين نسيت سلاح ساحر اسمه الدعاء ؟ يخليك تهزم أي حد قدامك وتنتصر عليه كمان .
استعاد ثقته بنفسه وتلون صوته بالأمل ولمعت عيناه وهو يقول : يعني إنتي شايفه كده ؟
فرددت بسعاده : طبعا أنا مؤمنه بموهبتك جداً .. يالا توكل على الله وابدأ وابذل كل جهدك ولن يضيعك الله أبداً .. وبكره تقول ساره كان عندها حق .
احتضنني بسعاده وهو يقول : ربنا يخليكي ليّا وتفضلي على طول جنبي كده .
ثم أبعدني عنه عندما تذكر أمرا يؤرقه : طيب والفلوس حانجيبها منين وإنتي عارفه والدي خلص كل مدخراته على جوازنا ؟
فرددت بثقه في الله : ما تخافش ربنا حايحلها من عنده .
في الصباح بعد ما ذهب عمر على عمله ذهبت في مشوار سري إلى الجواهرجي وبعت كل شبكتي وذهبي قبل أن أتزوج ولم أترك إلا دبله زواجي لأن عليها اسم عمر .. يا رب المبلغ ده يكفي المشروع .
أكيد عمر حايرفض في البدايه بس حاحاول أقنعه بس يا رب ما يعملهاش مشكله ، وفي طريق عودتي أخذت جزء بسيط من المبلغ واشتريت به لحم ودجاج وخضار وفاكهه يعوضنا عن حياة القحط التي نعيشها منذ تركت عملي .. سأعد لعمر وليمه اليوم ، وعندما دخل عمر البيت وشم رائحة اللحم الشهي ظن انه أخطأ العنوان لأنه ترك البيت وليس به إلا معلبات .. ثم عندما تأكد من العنوان صرخ مثل طرزان وقال : في بيتنا لحمه يا رجاله .. جبتي منين الممنوعات دي يا مدام ؟
بلعت ريقي وأنا أتمتم بالمعوذتين في سري وأخذته لغرفه النوم ليغير ملابسه أولاً وهمست له : مش حاقول لك إلا لما تقول لي مبروك الأول .
رد بابتسامه كبيره : مبروك يا ستي إنتي حامل تاني ولا إيه ؟
قلـت : يا غلاستك .. لا يا سيدي .. حادخل مشروع كبير أوي مكسبه مضمون جداً .
قـال بغضب : عاوزه تشتغلي تاني يا ساره ؟
رددت بدلال : لا يا سيدي .. إنت اللي حاتشتغل عندي .
فعقد جبينه وتململ : ساره أنا تعبان ومش رايق للحواديت دي .. قولي فيه إيه ؟
بلعت ريقي هذه المره بصعوبه وقلت : طيب أنا حاقولك .. بس اهدا كده وفكر الأول قبل ما ترد .. بص يا حبيبي أنا بعت كل دهبي علشان أوفرلك الفلوس اللي إنت محتاجها للمشروع بتاعك .
صرخ بعنف وقد تطايرت كلمات الغضب منه : اييييييييييه ؟ عملتي إيه ؟ ازاي تعملي كده قبل ما تستأذنيني ؟ إنتي بتهرجي ؟
وضعت يدي على فمه واستحلفته أن يتركني أشرح له : هو أنا عمري عملت حاجه من غير ما أستأذنك يا عمر ؟ بس دي ما كنتش حاتوافق أبداً عليها .. كان لازم واحد فينا يتحرك قبل ما الفرصه تضيع مننا .. وأنا يا سيدي مش لازمني الذهب ده في حاجه دلوقتي .. وبكره لما ربنا يفرجها عليك تجيب لي الماظ بداله يا سيدي .
رد بعصبيه : برضه كان لازم تستأذنيني الأول .
قلـت : حقك عليّا .. أنا أسفه .. بس أنا كمان عاوزه حياتنا تتغير وعاوزاك تكبر .. ويا سيدي لو كنا جينا من بره مره لقينا الشقه اتسرقت وفيها كل ذهبي كنا حانعمل إيه يعني ؟ مش حانستعوض الله ؟ اعتبره اتسرق ولا ضاع وخلاص .
رد بعناد : بس أنا كرامتي ما تسمحش إني أخد فلوس من واحده ست .
فحككت رأسي علامة التفكير : ياااااااربي أنا شفت الفيلم ده فين قبل كده ؟؟ في أي سينما ؟.. ست مين يا حبيبي ؟ ده أنا مراتك والخير اللي حايجيلك حايجيلي أنا كمان .. وبعدين ما هي السيده خديجه كانت بتساند الرسول عليه الصلاة والسلام بمالها .. إنت يعني أحسن منه ؟
فهدأ ولان لمنطقي وقال باستسلام : لا طبعاً .. بس دي تضحيه كبيره منك يا ساره وأخاف أخذلك .
ابتسمت وقلت : ولا تضحيه ولا حاجه هو إحنا لما نبني حياتنا نبقى بنضحي ؟ وبعدين أنا مؤمنه بموهبتك جداً جداً جداً وعندي يقين إن ربنا حايكرمك بس إنت يالا أبدأ وبلاش كسل .
أشرق وجهه بالأمل والحب معا وهو يضمني إليه ويقول : جميلك ده طوق في رقبتي .. ربنا يقدرني ويوفقني علشان خاطرك إنتي يا حبيبتي .

********************

الى اللقاء مع الحلقه القادمه

تقبلوا تحياتي

مشكووووووووووووووور

ورائع

ميرسى على المتابعه الجميله

ياباشا بستناها يوميا

ومستني البقية

جامده جدا يا منسى

تسلم ايدك

ميرسى لكم على المتابعه الجميله انتظروا باقى الحلقات

جميل يامنسى
تسلم ايدك

جميله يامنسى والله تسلم ايدك ياجميل

شكرا ليك يا محمد انت ودودو على المتابعه الجميله

الحلقه السادسة عشر ( قبل الأخيره )

قالت ساره :

أخيراً استلمت عملي الجديد ..... بعد طول إلحاح من عمر على مديره وبعد أن وافق المدير مقابل تخفيض جزء من الراتب لأني لن أحضر وسأعمل من البيت ..... لكن مش مهم .... عندما أحسب تكاليف المواصلات والشاي والقهوه الخ الخ التي كنت أصرفها في عملي القديم أجد انى أنا الكسبانه ....... ولكن العمل ليس سهلاً كما كنت أتخيل فهو يتطلب يقظه دائمه ولباقه كبيره في طريقة الكتابه والتعامل مع العملاء .... وكنت أظن إني سأستيقظ كما يحلو لي وأعمل وقت ما أريد ... ولكنى أيميلي الذي صنعته خصيصاً للعمل مفتوح دائماً على أيميل مدير المشروع ليرسل لي الأوامر كل لحظه ..... وكان في البدايه يكتب لي في كلمات مختصره ماذا أفعل ( أرسلي فاكس العمرانيه ولا تنسى كذا وذكريهم بكذا وموعد كذا ) وبعد مرور شهر واحد فقط أصبح يخاطبني بالكلمات فقط ( فاكس العمرانيه ) ثم ينهى المحادثه !! خايفه بعد مرور شهر كمان يرسل لي رموز ( ظ ) يعنى عملاء السلام !! و ( ق ) يعنى عملاء المريخ !! لكنى سعيده جداً بهذا العمل وقادره على القيام بأعمال منزلي في نفس الوقت فأكون بأسلق اللحمه وأنا بابعت الفاكسات وبأقشر البطاطس وأنا بأرسل بالعروض للعملاء !! وكمان خفف قليلاً من ضغط المصروفات علينا ....... وخصوصاً أن عمر حالته النفسيه والمزاجيه صعبه جداً بسبب المشروع الذي يصممه !!

قال عمر :

( أنا اللي جبت ده كله لنفسي !! ) تدور هذه العباره دائماً في بالى وأنا أعمل في التصميم الخاص بالمسابقه ... لماذا أدخلت نفسي في هذه المشكله ؟ ماذا لو لم ينجح التصميم ؟ أكون ضيعت ذهب ساره وتحويشة العمر بلا جدوى ؟ هذه الفكره عندما أصل لها أكاد أصاب بالجنون وتجعلنى في غاية العصبيه ، والمسكينه ساره تقابل كل نوبات غضبى وعصبيتى الرهيبه بالهدوء والاحتمال ولا تكاد تمل من التشجيع ولا يتوقف أملها أبداً ...... آه لو أرى الدنيا بنظرتها الطفوليه المتفائله سأفعل المستحيل .... ولكن علمي بظروف التعاملات التجاريه تجعلني أشك في أنهم سيختاروني أنا وسيأخذون أحد الأسماء اللامعه مسبقاً ، عندما أصل لهذه النقطه أكاد أبكى مثل الأطفال وأترك كل العمل وأنزوي وحدي ..... ولكن ملاكي الحارس تأتيني لتمسح عنى كل الاكتئاب واليأس وتبث في روح جديده خلاقه تجعلني أعمل من جديد ... علمت الآن لماذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستعيذ من عجز الرجال !! وكنت أتعجب من علاقتها ببقية الدعاء ... إن هذا العجز أصعب من كل شىء .... يا رب لا تخذلني ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين .....أنت وكيلي يا رب وأعلم انك لن تضيعني ......

قالت ساره :

( أنا اللي جبت ده كله لنفسي !! ) أتذكر هذه العباره كلما هم عمر بإلقاء كوب شاي في وجهي إذا دخلت عليه وهو يعمل ! أو وصوته يهدر كالرعد عندما يجد الملح ناقص في الطعام بعض الشىء !! فأغلى من داخلي ولكنى لا استطيع أن أظهر غضبى منه بل بالعكس أهدئه وأضحك معه بأن المره القادمه ينبهني قبل أن تنفجر القنابل في صوته كي أغلق الشبابيك أولاً !! فيهدأ ويعتذر عن توتره الرهيب .... ولكني أخشى عليه من كل هذا ..... وأعلم إن الرجال لا يستطيعون التركيز في أكثر من شىء عكس النساء ....... ولكني أحياناً أستسلم لليأس أنا الأخرى ولكنى لا أشعره به أبداً بل أشعره انه أفضل مهندس في العالم وتصميمه حايكسر الدنيا ...... والمشكله إني أحمل كل هذا الجبل من المسئوليه وحدي فلم نخبر أي من الأسرتين بهذا الموضوع كي لا يضغطون على أعصاب عمر ويتهمونه بتبديد مدخراتي !! وحتى أمي لاحظت إني لا أرتدي سوى دبله زواجي فسألتني عده مرات عن ذهبي فكنت أرد بمزاح ( هو لسه فيه حد يا ماما بيلبس دهب ؟! ده بقى مش ستايل خالص !! ) وكانت تبتلع إجاباتي مضطره وتنظر لي نظره ذات مغزى وكأنها تعلم كل شىء ........ يا رب كن معنا نحن ضعاف وأنت قوتنا ... نحن خائفون وأنت ملاذنا ........ نحن صغار وأنت وكيلنا .......
ساره .. ساره ... ساره الحقي يا ساره تعالى بسرعه !!
قمت من مكاني منتفضه على صوت عمر المدوي والذي يرقص من الفرح وأنا أتساءل : خير خير .... فيه إيه يا حبيبي ؟
قال : كلمت سكرتير الشركه الجديده لأطمئن على الأحوال فبشرني إنهم نظرا لضخامة المشروع سيأخذون أفضل ثلاثة تصاميم وليس تصميم واحد !!
فرقصت من الفرحه وأنا أصرخ : بجد ؟!! الحمد لله ..... الحمد لله كده فرصتك بقت كبيره أوى يا عمر .... يالا شد حيلك وبلاش كسل .
فقال بصوت ينفجر حماسه : أيوه فعلا مافيش وقت خلاص ..... والله يا ساره مش عارف من غيرك كنت حاكمل ازاي ..... لو كنت لوحدي كان زماني يئست وسبت الموضوع كله ..... ربنا يخليكي ليا ..... إنتي استحملتيني كتير أوي .
فرددت بفخر : بس خليك فاكرها !! يا بني إنت مستهين بناس ربنا وكيلهم ؟ ازاى يعنى ؟ وبعدين إنت بجد عبقري وبكره تقول ساره قالت ........
فهمس لى بنظره ذات معنى : بجد ؟ يعنى إنتي شايفه كده ؟
ففهمت ماذا يقصد وقلت له بلهجه آمره : يالا يا سيدي مافيش وقت للدلع عاوزاك تشتغل زى النار ... يالا إنت لسه قاعد ؟ إيه الرجاله اللي ما بتسمعش الكلام دي ؟ ولا عاوزني أزعق لك قدام ابنك ؟
فوضع يده على بطني المنتفخه وكأنه يشرك ابننا في الحديث معه : والله انتوا الاتنين وش الخير على وأنا حاعمل المستحيل علشان أسعدكم ...

وتركني وانصرف لعمله وتلمست بطني كأني ألمس صغيري وأعتذر له أنى انشغلت عنه .... وأخذت أناجيه وأحكى له عن كل ما يشغلني و كل ما أشعر به تجاهه كما أفعل دائماً وكيف لا وهو يشاركني نبضي ؟ .... ترى يا صغيري ماذا سيكتب لنا الله ؟ هل سنحقق نجاحاً كأسره ونحقق أحلامنا ؟ أم ..................... ؟
دخلتُ في شهري التاسع أصعب شهور الحمل على الإطلاق وأخبرنا الطبيب أني حامل في ذكر .. انتفخ جسدي وتورمت قدماي وأصبحت أسير بصعوبه من ثقل الجنين .. سبحان الله هل لابد من كل هذا العذاب كي تشعر الأم بغلو أبنها ؟ أعتقد هذا هو السبب أتخيل لو لم يكن هناك حمل وتعب رهيب وتذهب الأم إلى المستشفي وبعمليه بسيطه مثل اللوز مثلاً تستيقظ لتجد ابنها بجوارها أكيد لن يعجبها وستصرخ في الطبيب : إيه ده ؟ ماله أسمر كده ؟ لا شوف لي واحد مقلّم ، لكن عندما ينمو بجوار قلبها يوماً بعد يوم ويشاركها الأنفاس والطعام والنبض والنوم وكل شيء .. أكيد لو خيروها بينه وبين عيونها لاختارته ، ويا رب صبرني على هذا الجهد فلا أكاد آكل أي شيء الا وشعرت بنار داخل جوفي تحتاج ألمطافي من ضغط البيبي على المعده .. ولا أستطيع النوم على ظهري الا وشعرت بأنفاسي تكاد تختنق من ضغطه على الرئتين .. ولا أستطيع المشي الا وأشعر إن قدماي المنتفختان تئن من ضغط الباشا عليهما ، طيب أروح فين يا رب من هذا الاحتلال لكل جسدي ؟ ولكنه أجمل احتلال .

قال عمر :

أووووووووووف أخيرا سلّمت المشروع والنتيجه بعد أيام ، أشعر مثل طلاب الثانويه العامه الذين ينتظرون نتيجة الفيزياء .. يا رب يعدي الأيام دي على خير ، أنا متفائل أن لجنه التحكيم من الأجانب الذين لا مصالح ولا مجاملات لهم في هذا البلد .. فقط الجوده والإتقان هما اللذان سيحددان النتيجه ، ياااااه لو اختاروا مشروعي أنا سأفعل المعجزات .. سأتصدق بمال كثير و أعمل صدقه جاريه لينا كلنا .. وسأعوض ساره كل ذهبها الذي باعته وأكثر كمان وسأشتري لها هديه رائعه على صبرها معي .. وبعد الولاده سآخذها هي والبيبي في رحله في جنوب سيناء لأعوضها الضغط الذي عاشته معي ونعيش شهر عسل جديد .. وسأشتري هدايا لأبي وأمي ، طيب وشركتي القديمه هل سأستقيل منها أم آخذ أجازه فقط حتى تستقر الأمور ؟ يااااه معقول كل حياتي تتغير بهذا الشكل ؟ يا رب كن معي ولا تخذلني أمام أهلي وأمام نفسي يا رب يا رب .

قالت ساره :

هل مفروض الأم تكون وجدت كنز سليمان قبل أن تشتري لوازم المولود ؟.. ما هذا الغلاء الفاحش ؟.. معقول ببرونه من ماركه معينه تتجاوز ثمنها 50 جنيه ؟ وأقل بطانيه بـ 70 جنيه ؟ وأنا كنت فاكره الجمعيه اللي عملتها من مرتبي .. وطبعاً قبضتها الأول .. ستكفي وتفيض ، لا وأنا كنت متخيله أن الأشياء التي أشتريتها طوال الحمل للبيبي هي الأساس وباقي أشياء لا تذكر ، ولكن أتضح إني كنت أشتري تبع إعلانات التليفزيون .. شاور علشان حمام البيبي .. لوشن مرطب لبشرته الرقيقه .. أيس كاب لشعره ، والحمد لله أني اشتريت كام فانله وسالوبيتين علشان الواحد يقول الحق ، كنت أظن إني اشتريت أغلب الأشياء حتى كلمتني أمي في التليفون وسألتني عما اشتريته للمولود فرديت بمنتهي الثقه : خلاص يا ماما .. كله تمام فاضل حاجات بسيطه أوي .
ردت ماما وقالت : ربنا يقومك بالسلامه يا حبيبتي .. طيب اشتريتي 12 فانله نص كم و12 بكم ؟
فرددت باستغراب : ليه يا ماما ؟ أنا جبت 3 كت بس .
فردت بجزع : تلاته ؟.. ده طول النهار حايغير هدومه .. وكمان كت ؟.. يا مفتريه في البرد ده ؟ طيب جبتي الشايات ؟
فصرخت : مين يا فندم ؟ يعني إيه الكلمه دي ؟ بتوع إيه ؟.. أنا لو أعرف أقول على طول يا بيه ؟
فردت بتأفف : دول بيتلبسوا تحت الهدوم علشان يدفوا صدره يا ستي .. طيب جبتي البافتات ؟ وقبل ما تسألي دول علشان لو رجع بعد الرضاعه ولا حاجه ؟
وأحسست بدوار شديد وخوف من التوبيخ الذي سأسمعه حالاً فألقيت بإجابتي وبعدت السماعه عن أذني كي لا أسمع : لا أن شاء الله مش حايرجع يا ماما .. وبعدين ممكن أستعمل كلينكس ولا حاجه .
صرخت ماما في وجهي قائله : ............ . !!!؟ (محذوف للرقابه)
فخفت على أمي من الذبحه المتوقعه التي ستصيبها من ردودي .. فقلت لها : يا ماما هو أنا عندي عشر عيال حاعرف الكلام الغريب ده منين ؟.. قولي لي أشتري إيه وأنا أكتبه وأجيبه يالا قولي .
فأخذت أمي ترص قائمه طويله عريضه بها ألف طلب وطلب وكأني سألد حضانه وليس طفلاً واحداً .. وأنا أكاد أبكي من كل هذه الكوارث ، يا ترى لو بعت أوضة السفره سيكفي ثمنها ؟ والغريب أنها لم تذكر اللوشن المرطب ولا الآيس كاب اللذين اشتريتهم بالفعل ، حاولت أن أنهي المكالمه بانتصار على أمي أنها نسيت شيئاً هاماً جداً وقلت بمنتهي الثقه والفخر : نسيتي يا ماما أهم حاجه أنا بقي ما نسيتهمش واشتريتهم فعلاً .. اللوشن والآيس كاب .
فبدأت أعراض الذبحه تظهر عليها وقالت لي بصوت واهن : اقفلي يا ساره السكه قبل ما أقفل في وشك أنا .
استيقظتُ من نوم متقطع بعد العصر بقليل وخرجت لأكمل ختمة القرآن التي بدأتها كي لا تفاجئني الولاده قبل أن أنهيها .. لأجد منظر غريب طار له قلبي ، وجدت عمر نائماً على كنبه الصاله بكامل ملابسه حتى بالحذاء ؟ ويخفي وجهه بين يديه بإحكام .. والظلام يحيط به من كل جانب فأضأت الأنوار وتلمست جبينه لأجده غارقاً في عرقه وليس نائماً كما ظننت ولكنه شارد النظرات لا يريد أن ينظر إلي .. فجذبت وجهه إلي وصرخت في جزع : عمر إنت تعبان ؟ مالك فيه إيه ؟ أنت كويس ؟
عمـر : ......... !!!؟
أنا : يا عمر رد على أرجوك فيه إيه أنا أول مره أشوفك كده فيه أيه ؟
فرد بصوت واهن لا يكاد يسمع : نتيجة المشروع ظهرت .
ففهمت كل شيء بدون أن يكمل وفهمت أنهم لم يختاروا مشروعه فسقط قلبي في قدمي ومادت بي الدنيا .

********************

الى اللقاء مع الحلقه القادمه

تقبلوا تحياتي

هههههههههههههههههههههههه
سنة اولى اولاد
ههههههههههههههههههههه
دا كل اللى يعرفوه

بس اكيد المشروع نجح بس عامل فيها مقلب

مشكووووووووووور يامنسي ايه الحلاوة والروعة دي

انا بردو حاسة بكده ان المشروع نجح و هوه بيعاكسها بس

ههههههههههههههههههههه
انتظر يا سمرى انت وشيمو الحلقه الاخيره وانتم تعرفوا
لو عاوزين انزل الجزء الثالث من اليوميات دى انزلها

بصراحه القصة شيقة

بس اخليها فى ميعادها احسن علشان نكون مستنينها

يااااااااريت تنزل الجزء التالت قريب يا منسى
و تسلم ايدك

تسلم ايدك يامنسى جميله اوى وياخصاره قربت تخلص

روعه والله يا منسى

تسلم ايدك

شكرا لمروركم جميعا سمرى شيمو دودو محمد
الحلقة الاخيره وصلت

الحلقه السابعة عشر والأخيره

قالت ساره :

لن أنسى تلك اللحظه التي أخبرني فيها عمر بعدم اختيار الشركه لتصميمه .. وقتها تماسكت ولم أنفجر في البكاء كما كنت أتمنى .. واجتهدت أن أخرج صوتي طبيعي وأنا أكمل إجابته : وما اختاروش مشروعك مش كده ؟ طيب وفيها إيه ؟ ما هو الاحتمال ده كنا متوقعينه برضه ؟ إيه المشكله ؟
فرد على عمر وكأنه كهل عجوز يحمل الدنيا فوق كتفيه : إيه المشكله ؟ إيه البساطه دي ؟ المشكله أننا خسرنا كل حاجه .. إنتي خسرتي كل ذهبك وأنا خسرت ثقتي في نفسي وشكلي أمام الكل وخسرتك معايا كل حاجه .
فرددت بمرح : الكل مين يا حبيبي ؟ أنا بس اللي عارفه الموضوع ده .. وبعدين تفتكر شكلك حايتهز قدامي من محاوله خسرتها ؟.. ده إنت الدنيا وما فيها يا حبيبي وفداك دهب العلم كله .
فلم يستطع النظر إلى عيني وأشاح وجهه عني كي لا أرى دموع عينيه : أرجوكي يا ساره إنتي بتزودي إحساسي بالذنب بكلامك ده .. أنا خذلتك وضيعت كل حاجه .. وربنا يقدرني وأعوضك .. أنا آسف آسف آسف .
فأخذت أقرأ آيات القرآن على جبينه كي يهدأ .. وأنا أطلب من الله القوه والعون كي لا أنهار مثله ، من يقول على المرأه أنها أضعف من الرجل ؟.. إنها مطلوب منها أن تكون زوجته وحبيبته وأخته وصديقته وأمه أيضاً .. فهداني الله لفكره ممكن أن تهدئه قليلاً فقلت له : يا ريت كل الخساره تكون في الفلوس تخيل لو أنك حصل لك حاجه حانعمل إيه أنا وابنك في الدنيا ؟ ربنا يخليك لنا ألف سنه .. أنت لسه بكامل صحتك وفي عز شبابك وتستطيع فعل المعجزات تخيل لو فقدت هذه الصحه وكسبت المشروع ؟ أيهم سيسعدك أكثر ؟
فهدأ قليلاً لكلامي ولكنه رد بألم وقال لي : أنا آسف يا ساره .. ولكنك لا تعرفين إحساس الرجل عندما يشعر أنه صغير في عين من يحب .. كان نفسي أفرحك والله .
فرددت بمكر وبحزن مفتعل : طيب يا عمر أنا ما كنتش عاوزه أقول لك بس خلاص بقى .. الحقيقه الدكتور قال لي أن البيبي ممكن تكون فيه تشوهات .
نسي كل شيء وصرخ بلهفه : إيه بتقولي إيه ؟؟ لا اله الا الله .
فضحكت لنجاح خطتي وقلت له : ضحكت عليك .. الولد كويس وزي العفريت ومطلع عيني يا سيدي .. شفت بقي إن المشروع ممكن يتعوض وفيه حاجات تانيه لا يمكن تتعوض ؟
فرد بإيمان : الحمد لله .. فعلاً الشيطان ينسينا النعم الكثيره التي ننعم بها ويذكرنا فقط بما فقدنا .. ربنا يخليكي ليا إنتي ويحيى .
تساءلتُ باستغراب : مين يحيى ده يا باشا ؟
قـال : إيه رأيك في الاسم ده ؟ ده الاسم الوحيد من كل أسماء الكون اللي ربنا عز وجل اختاره بنفسه لنبيه زكريا .. لم نجعل له من قبل سميا .. وبقيه الأسماء من اختيار البشر .. وبعدين قصه سيدنا يحيى تكشف شخصيه نورانيه تعشقيها من كثره صفائها .. لدرجه أن كل المخلوفات كانت تسبح معه عندما يسبح الله .. وكمان مات شهيداً .. إيه رأيك يا حبيبتي ؟
قلت بابتسامه : خلاص موافقه يا أبو يحيي .
*********************
استيقظتُ من نومي وأنا أعاني من ألام متفرقه في كل جسدي .. تقريباً لم أنم طوال الليل .. ظللت أتقلب ولم أستطع النوم الا لدقائق معدوده كما هو حالي من عده أيام وأبكي في كل حركه من ثقل جسدي حتى إني كل يوم أتمنى أن ألد في نفس اليوم لأتخلص من هذا العذاب ، سبحان الله وكأن التعب يزداد في الأيام الأخيره كي تتغلب الأم على خوفها من الولاده وتتمناها أن تحدث .. آه أكاد أموت من الرعب عندما أتخيل هذه الساعات وأقرأ دوماً سوره الزلزله وبعض آيات سور الرعد وفاطر التي تساعد على تيسير الولاده كما قالوا لي ، ولا ترحمني أي واحده من قريباتي عندما أخبرها بخوفي من الولاده بل تقص على قصص مرعبه عن أنها كادت تموت والأخرى التي تمزقت من الألم لساعات طويله .. والثالثه التي كادت تقتل الطبيب والممرضات ، إيه يا جماعه الرعب ده ؟ طيب أعمل إيه يعني أفضل حامل على طول ولا أعمل إيه ؟ إيه ده عمر بيصرخ كده ليه ؟
ساره ساره ساره .. تعالي بسرعه .
هرولت إليه ولكن بسرعه السلحفاه طبعاً وأنا اهتف : مالك يا عمر خير ؟
عمـر : أنا مش مصدق نفسي يا ساره بجد مش مصدق .
أنـا : إيه يا عمر فيه إيه .. أنا ولدت وأنا مش واخده بالي ؟
فأجاب وقلبه يكاد يتوقف من الفرحه : لا .. فاكره الشركه اللي صممت لها المشروع ؟ ولم يختاروه ؟
فرددت بتململ وأنا أخشى من فتح هذا الموضوع : مالها ؟ عاوزين إيه تاني ؟
عمـر : اتصلوا بي وقالوا إن فيه مقابله النهارده الساعه 6 مساء لأصحاب التصميمات المتميزه اللي ما فازتش لاختيار مهندسين للتعيين في الشركه بمرتب كبير .
نسيت تعبي وإرهاقي وهتفت : بجد ؟ الحمد لله .. ودي فيها مميزات أحسن من شركتك ؟
عمـر : إنتي بتهرّجي ؟.. مافيش مقارنه طبعاً .. دي ضعف الراتب وأكثر .. وكمان بالدولار .. والأهم من كده إن نظام الترقيه فيها زي كل الشركات متعددة الجنسيات بالمجهود مش بالأقدميه زي عندنا .. يعني ممكن في خلال شهور أكون مدير تنفيذي مثلاً .. بجد مش مصدق نفسي .. ادعي لي يا وش الخير .
أنـا : ربنا يكرمك ويوفقك .. إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا .. إن شاء الله حيختاروك .. ده رزق يحيى مش وشي أنا .. يالاّ قوم صلي ركعتين قضاء حاجه لله قبل ما تروح واتكل على الله .. ربنا وكيلك ومش حايضيعك أبداً .
وانصرف ليصلي ويستعد للخروج وأنا أدعو الله له .. وفجأه شعرت بضربه ألم حاده تشمل جسدي كله وتتركز في منطقه الرحم وكاد توازني أن يختل من شده الألم المفاجئ واستمر دقائق مرت عليا كساعات ثم اختفى تدريجياً وأنا لا أكاد أستطيع التنفس من شده الألم حتى بعد ذهابه ، وحاولت تناسيه بأن ذهبت لأصلي خلف عمر جماعه كي ندعو الله سوياً أن يكرمنا ويكتب لنا الخير .. وأطال عمر الدعاء بعد الركوع وأنا أؤمن على دعاؤه بكل ذره في كياني .. ثم سجدنا .. وجاء الألم العاصف مره أخرى وأنا ساجده ، يا الله جسدي يتمزق ولا أقوى حتى على رفع رأسي .. وكتمت صرخة ألم كادت تفلت مني ودعوت الله وأنا أبكي وأشعر أني ضئيله ولا أقوى على شيء أمام جند صغير من جنود الجبار ألا وهو الألم ، ولا أعرف كيف نطقت التشهد الأخير ولكن الألم بدأ في الاختفاء عند نهاية الصلاه .. واستدار عمر إلي وفزع من شحوب وجهي الرهيب والعرق المتناثر على وجهي وسألني بجزع : مالك يا حبيبتي ؟ إنتي تعبانه ؟ بتولدي ولا إيه ؟
لم أشأ أن أخبره كي لا يضيع فرصه عمره ويبقي بجواري : لا يا عمر ده السجود بس بيتعبني أوي .. بعد كده حاصلي وأنا قاعده .. يالا قوم استعد واتكل على الله .
قال عمر بإصرار : أرجوكي يا ساره لو تعبانه قولي وأنا أسيب مواعيد الدنيا علشانك .

حاولت الابتسام وأنا أرد عليه : يالا بلاش دلع .. لسه أسبوع كامل على ميعاد الولاده أنا كويسه خالص وحادخل أنام كمان .
فصدقني وانصرف وأنا أدعو له .. وما كاد يغلق الباب وراءه حتى عاد الوحش ثانيةً و انهمرت دموعي وكدت أتخلي عن شجاعتي المؤقته وأناديه كي لا يتركني وحيده وهذا الألم يفتت كل ذره في جسدي وكتمت أنفاسي في وساده وصرخت بكل قوتي من شده الألم ، انتظرت حتى اختفى وكلمت أمي وأنا أبكي وقبل أن أشرح لها أي شيء فهمت أني ألد وأخبرتني أنها ستأتي على الفور مع أبي وطلبت مني أن أبدل ملابسي وأحضر حقيبة المولود وأستعد للذهاب إلى المستشفي أول ما يوصلوا ، وجريت قبل أن يأتي الإعصار مره أخرى وبدلت ملابسي وكنت جهزت حقيبة يحيى من قبل ولم أنس الآيس كاب واللوشن ، آه لا أستطيع حتى الابتسام .. أين أنت يا عمر كي أحتمي بك من الزلزال الذي يأتيني بلا رحمه ؟

قال عمر :

أين أنتي يا ساره ؟.. ياليتك كنتي معي ، دقائق الانتظار قاتله والجميع يبدو على وجوههم علامات القلق الشديد ولكن العدد ليس كبير .. يا رب يا رب يا رب .

قالت ساره :

وأخيييييراً وصل ماما وبابا وأنا تكاد روحي تخرج من حلقي من شده الألم الذي يزداد عنفاً كل مره وتتقارب نوباته حتى تكاد تلتحم .. وما أن رآني أبي في هذه الحاله حتى أجهش في البكاء وضمني إليه وكأنه يهدهد طفلته الصغيره التي ستصبح أماً .. أما ماما فكانت متماسكه جداً وكأنها تحولت فجأه إلى طبيبه نساء وهي تسألني عن مده الألم وتباعد نوباته وعندما أخبرتها .. قالت لي بهدوء : لسه بدري أقعدوا وأنا أعمل لكم شاي .. أصل البكريّه بتطول شويه .
فكدت أصرخ ولكن بابا سبقني وصرخ فيها هو : يالا على المستشفى بسرعه يمكن يدوها مسكن ولا يريحوها بأي شكل .
فردت أمي بسخريه : مسكن ؟.. ليه ؟ حاتعمل اللوز ؟.. أصل الولاده دي .....
ولم يمهلها أبي عندما رأي نوبة الألم تجيئني بلا رحمه حتى لم أستطع الوقوف على قدمي فحملني كالطفله الصغيره وهرع خارج المنزل وأمي لا تكاد تلاحقه .

قال عمر :

يا رب ما هذا الإحساس ؟ الله يكون في عونك يا ساره .. أنا أشعر وكأن مستقبلي كله سيولد من هذا المكان كما ستلد هي ابننا .. آه ما أصعبه من شعور ، يا الله يا مغيث .

قالت ساره :

يا الله يا مغيث .. يا رب أغثني من هذا العذاب ، علمت الآن لم تمنت السيده مريم الموت قبلاً عندما جاءتها آلام الولاده وهي خير نساء العالمين .. ماذا سأفعل أنا ؟ ألا يوجد سبيل أن يخفت الألم قليلاً ؟ قلبي يكاد يتوقف .

قال عمر :

قلبي يكاد يتوقف من القلق عند كل سؤال يسأله لي المدير الأجنبي وأتمتم بآيات القرآن وكل الأدعيه التي أعرفها ، يا رب يا رب .

قالت ساره :

يا رب يا رب .. أنا خلاص مش عاوزه أولد رجعت في كلامي .. لأ حرام حاموت بجد مش قادره .. طيب حاولد إمتى ؟ ولا مجيب ، الدكتوره فحصتني وقالت باقي حوالي ساعتين ، إيه ؟ ساعتين كاملتين في هذا العذاب ؟ الدقيقه تساوي دهر كامل ، يا رب مش قادره خلاص .

قال عمر :

يااااه مش قادر خلاص على هذا الانتظار المدمر للأعصاب .. المدير يتفحص السيره الذاتيه الخاصه بي بدقه بعد عشرات الأسئله الدقيقه .. ثم ابتسم أخيراً وأخبرني أن أكون مستعداً للعمل معهم الأسبوع المقبل .... يا الله ، يكاد نبضي يتوقف من شدة الفرح .. اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك .. وطلبت ساره لأبشرها وأشركها سعادتي ، ردت على والدتها وأخبرتني بأن ساره بتولد في المستشفى ، يعني كانت تعبانه فعلاً قبل ما أنزل وما رضيتش تقولّي علشان ما أضيعش مقابله العمل .. وتحملت كل هذا العذاب وحدها من أجلي ؟ يا رب كيف أكافيء هذا الملاك ؟ أخيراً وصلت المستشفى بعد ما كسرت عشر إشارات واتخانقت مع كل الدنيا علشان يفتحوا لي الطريق وأكاد أصرخ في وسط الشارع : مراتي بتولد يااااااااااااعالم ، ووصلت لها لأجدها تحولت إلى كتله ألم .. والعرق الغزير يغطي جبينها والمحاليل تخترق كل جسدها وأبوها يبكي ويتلو القرآن وأمها تروح وتذهب مع الطبيبه وتأتي لها بأغراضها .. فلم أتمالك نفسي عندما رأيتها وقبلت يديها أمام الجميع وبكينا سوياً .. وهمست في أذنها بأني عينت في الشركه الجديده فحمدت الله في وهن ، وجاءت الطبيبه تخبرنا أنها ستنقلها إلى غرفه العمليات فطلبت أن أكون معها ، ودخلنا وهي تصرخ من الألم العاصف وأنا أشد على يديها وأهمس في أذنها بكلمات الصبر والتشجيع وأذكرها بكل لحظاتنا الجميله التي تشاركناها .. وهي لا تكاد تعي ما أقول ولكنها تقبض على يدي بكل قوه وكأنها تخشي أن أتركها ثانيةً .. وتمر الدقائق طويله وأنا وهي نكاد نصبح كياناً واحداً صهره الألم بين يدي الرحمن نسأله أن يرزقنا قطعه منا ، ويمر الوقت ثقيلاً حتى جاءت البشرى ، صوت بكاء ابننا يشق الكون وكأنه يعلن للعالم وجوده ، أخذته الطبيبه ولفّته بعنايه ووضعته في أحضان ساره وأحضاني وأخذنا ننظـر إليه بحنان بالغ وقد زال كل ألم ساره عندما رأته ، أخذنا نتلمسه غير مصدقين أن رحمه الله وعطاءه تتجسد في هذا الكائن مغمض العينين جميل الوجه كأنه أحد الملائكه ، وحملته بحرص وتلوت كلمات الآذان والقرآن في أذنيه حتى استكان بين يدي وكأنه يعي نداء خالقه ، وأخذته ساره وسالت دموعها وهي تتلمس قطعه منها نما بجوار قلبها وقالت بصوت واهن ولكن سعيد : حلو أوي مش كده يا عمر ؟
فرد الأب بداخلي لأول مره : تبارك الله أحسن الخالقين ، أجمل كائن في الدنيا رأته عيني ، ربنا يخليكوا ليا إنتي وهو يا أم يحيى يا أغلى إنسانه ليّا في الوجود .

********************

الى اللقاء

تقبلوا تحياتي

وبكده يبقى انا نزلت لكم جزئين من يوميات عمر وساره الجزء الاول كان يوميات اتنين مخطوبين وعيشنا فى حلقات دراميه رومانسيه فى منتهى الروعه والجزء التانى يوميات سنة اولى جواز اللى كنت بدايتها جزء كوميدى وبعد كده كانت يوميات رومانسيه اجتماعية من الطراز الفريد
انتظروا الجزء الثالث يوميات بابا عمر وماما ساره ......

روعه يامنسي عكس المتوقع

مبرووووووووووك عليك يحيى

عقبال اللى فى المنتدى كلهم

قولوا امين

فى انتظارها يابابا منسي
ههههههههههههههههههه

امين يا حبيب قلبى

تسلم على المرور الجميل

بجد ملهاش حل
تحفة رائعة
تسلم ايدك يا منسى

الله عليك جامده جدا

تسلم ايدك

جميله اوى يامنسى وتسلم ايدك على الحلقات دى كلها ومستين الجزء التالت ياجميل

شكرا لك ياشيمو انت ومحمد ودودو
انتظروا قريبا الجزء الثالث يوميات بابا عمر وماما ساره .........

» ((يوميات ابليس بيه وابو جهل))
» يوميات شاب فى مركز التدريب
» انتظرونا قريبا جدا فى يوميات من نوع خاص
» يوميات طلبة جامعه
» يوميات اسره مصريه جداااااا