لم يتبقى الا أيام قليلة وينطلق الموسم الجديد في بطولة الدوري
الايطالي، والتي يتوقع لها الكثير من المتعة والاثارة والندية الكبيرة
نظرًا لتقارب مستوى الأندية، وبتلك المناسبة سنسلط الضوء على أبرز أندية
الكالشيو ومدى جاهزيتها للموسم الجديد، وبعدما تكلمنا عن حامل اللقب
"الإنتر" والمنافس الأبرز "اليوفنتوس"، جاء الدور للحديث عن الفارس الثالث
والذي يُجيد اللعب في الملاعب الأوروبية أكثر من الملاعب الايطالية وهو
"الميلان".
قد يرى الكثيرون أن الميلان خارج
المنافسة الجادة على لقب الاسكوديتو القادم، نظرًا لما مر به الفريق خلال
الصيف الحالي من فقدان لأبرز نجومه وهو البرازيلي كاكا واعتزال قائده
وملهمه باولو مالديني، بالاضافة للتغير في الادارة الفنية واستبدال
المخضرم كارلو أنشيلوتي بالشاب عديم الخبرة "البرازيلي ليوناردو"، والأهم
من كل ذلك هو سوق الانتقالات الضعيف الذي مر به الفريق في الصيف الحالي،
لكننا من هنا ومن موقع جول نؤكد أنه مخطئ من يستبعد الميلان صاحب الشخصية
القوية والعقلية التي تبحث عن الانتصار والنجوم الممتازة أمثال نيستا
وبيرلو وباتو عن الصراع المحلي والأوروبي.
سوق الانتقالات
اجابة واحدة ستحصل عليها إن
أجريت استطلاعًا للرأي حول رضى جماهير الروسونيري عن سوق الانتقالات
الخاصة بفريقهم، والاجابة بالتأكيد ستكون لااااااااا، وهل يمكن
قول غير ذلك والفريق فقد أبرز لاعبيه "كاكا" وقائده الأسطوري "مالديني"
ولم يتعاقد مع أي لاعب من لاعبي الصف الأول أو على الأقل لم يعمل على سد
الثغرات التي عانى منها خلال الموسم الماضي وأبرزها في مركز الظهير الأيسر.
بشكل عام، يمكن القول أن سياسة الميلان في سوق الانتقالات شهدت انقلابًا كبيرًا خلال الموسم الصيفي الحالي،
فبعد صفقات اللاعبين الكبار سنًا أمثال زامبروتا وإيمرسون في المواسم
السابقة، اتجه الفريق لضم اللاعبين الشباب أصحاب الموهبة التي تنتظر الصقل
والنضج لتظهر، بجانب ضم اللاعبي المميزين لكن بعيدًا عن نجوم الصف الأول
وذلك بسبب الحالة الاقتصادية السلبية التي يعاني منها الفريق، بجانب
الحالة المجنونة التي تميزت بها أسعار اللاعبين في الصيف الحالي.
الميلان فقد خلال الموسم الصيفي الحالي قائده مالديني وهو الخسارة التي يراها الكثيرون الأكبر للفريق
منذ سنوات وسنوات، ليس فقط لما يمثله باولو من قيمة فنية كبيرة في دفاع
الفريق، بل لما يمثله من قيمة معنوية كبيرة للفريق ولاعبيه وجماهيره
بالاضافة لما يتمتع به من خبرة كبيرة كانت تساعد الفريق كثيرًا سواء في
احتضان اللاعبين الجدد أو شحن اللاعبين نفسيًا للمباريات الكبيرة أو
مواجهة المواقف الصعبة التي تواجه الفريق سواء خلال المباراة الواحدة أو
الموسم ككل.
وبجانب مالديني فقد الروسونيري
النجم صاحب الفانلة 22 "ريكاردو كاكا"، والذي رغم تراجع مستواه في
الموسمين الأخيرين إلا أنه يبقى عامل حسم كبير وكبير جدًا في الفريق،
كان يساعده بشكل واضح في المباريات الكبيرة والحاسمة خاصة بما يمتلكه
اللاعب من مهارات فردية كبيرة سواء في الانطلاقات أو التسديد أو التهديف
والأهم ما يمتلكه من شخصية قوية وعقلية ايجابية تُفضل مصلحة الفريق على
اللاعب وتميل للأداء الجماعي على الاستعراض الفني المميز لأداء لاعبي
البرازيل، وبجانب هذا كله يبقى ما كان يمثله كاكا لجماهير الروسونيري من
قيمة كبيرة كأحد رموز الفريق وفي نفس الوقت ما يسببه من قلق ورعب لدى
المنافس مما يساعد زملاءه على التحرك بشكل أفضل في الملعب.
وبجانب الثنائي، غادر الميلانيلو
مجموعة من اللاعبين الذي تعاقد معهم الفريق بعقود اعارة خلال الصيف الماضي
ولم يرغب بتحويل تلك العقود لشراء نهائي، وهما الثنائي شيفشينكو وسانديروس ومعهم رحل لاعب الوسط إيمرسون والحارس كالاتش، ولن يكون لرحيل تك المجموعة أي تأثير على الفريق نظرًا لأنه لم يكن لهم أي دور مع الميلان في الموسم الماضي.
أما الوافدين الجدد على كتيبة الروسونيري،
فكانوا الرباعي تياجو سيلفا وكلاس يان هونتلار وأوجوشو أونيو والحارس
فلافيو روما، ومعهم مجموعة الشباب المتمثلة في زيجوني وبيريتا، وبجانبهم
استعاد الفريق بعضًا من معاريه وأبرزهم إيجنازيو أباتي ودافيدي دي جينارو
وماسيمو أودو والحارس ماركو ستوراري ويُمكن القول جدلًا أن الفريق استعاد كذلك لاعبيه أليساندرو نيستا وماركو بوريلو، والذان غابا بشكل كامل عن الموسم الماضي نتيجة الاصابة.
بالنظر لصفقات الميلان نجد أنها لم تكن سيئة من الناحية الفنية،
حتى إن كانت لا تلبي طموح الجماهير الروسونيرية، إلا أنها سدت عدد من
الثغرات داخل الفريق بالفعل وأبرزها قلب الدفاع الذي كان يعاني بقوة خلال
المواسم الأخيرة، وفيما يلي نستعرض تلك الصفقات.
يُعد المدافع البرازيلي الشاب "تياجو سيلفا" هو أبرز اضافات الميلان للموسم الجديد،
حيث يتمتع اللاعب الذي انضم للفريق خلال يناير الماضي بقدرات دفاعية كبيرة
سواء من ناحية الرقابة أو التمركز أو الضغط الدفاعي، بجانب تميز في الجانب
الهجومي خاصة الكرات الهوائية والتسديد وأحيانًا الانطلاقات الايجابية
للأمام، ويمكن القول أنه بعودة نيستا والتعاقد مع سيلفا فقد ضمن الميلان
عمقًا دفاعيًا ممتازًا في خطه الخلفي، وقد برزت تلك الميزة بقوة خلال
المباريات الودية التي خاضها الفريق.
خط الدفاع كان صاحب النصيب الأكبر من الصفقات الجديدة، حيث انضم بجانب سيلفا المدافع الأمريكي "أجوشيو أونيو" وهو
مدافع أظهر مستوى جيد جدًا مع المنتخب الأمريكي في بطولة القارات الأخيرة
بما يتمتع به من قدرات بدنية كبيرة واجادة للكرات الهوائية، ولكن بكل
تأكيد سيبقى اللاعب خيارًا بديلًا في مجموعة المدرب ليوناردو، وهو بهذا
الوضع صفقة جيدة جدًا خاصة أنها مجانية تمامًا.
كان من الطبيعي عدم ضم عدد كبير من اللاعبين لخط وسط الميلان،
لما يتميز به من قوة وتوفر عدد من اللاعبين الممتازين أمثال بيرلو
وفلاميني وجاتوزو وسيدورف، ولهذا كان الدعم لخط الوسط مقتصرًا على استعادة
الشاب أباتي فقط، وهو اللاعب الذي يراه عدد كبير من جمهور الفريق اللاعب
الأفضل في المباريات الودية التي خاضها الفريق لما أظهره من قدرات كبيرة
أبرزها السرعة وهي الميزة التي يفتقدها كل لاعبي وسط الروسونيري تقريبًا،
وبالتأكيد سيكون لأباتي دورًا بارزًا مع الفريق خلال الموسم القادم سواء
في الفريق الأساسي أو دكة البدلاء.
خرج كاكا وانتظر الجميع البديل المنتظر لقيادة هجوم الميلان بجانب باتو ورونالدينو وانزاجي وبوريلو، وتعددت الأسماء بشكل كبير بداية من دجيكو مرورًا بفابيانو وأديبايور وإيتو ونهاية بمهاجم ريال مدريد "هونتلار"،
والذي ربح السباق وانضم للميلان بعد مفاوضات طويلة وصعبة حسمتها تصريحات
ليوناردو العلنية بطلب الدعم والا عدم تحمل مسؤولية غياب الفريق عن
المنافسة، ويرى الكثيرون في اللاعب الهولندي مشروع لاعب ناجح
جدًا في الفريق لما يمتلكه من قدرات تهديفيه خارقة برهن عليها بشكل واضح
خلال مسيرته مع أجاكس أمستردام ثم ريال مدريد، فيما يرى البعض أنه لا
يختلف عن بوريلو أو انزاجي في كون تلك النوعية من المهاجمين تحتاج أطراف
قوية وخط وسط قوي هجوميًا ليدعمهم بالتمريرات والفرص داخل منطقة الجزاء
وتلك المميزات غير متوفرة في الميلان الآن، مما كان يعني أنه
بحاجة لمهاجم أفضل وأكثر قدرة على التحرك خارج منطقة الجزاء بجانب التمركز
السليم داخلها وهنا يبرز اسم البوسني إيدن دجيكو مهاجم فولسبورج الألماني
والذي حاول جالياني كثيرًا التعاقد معه لكن ناديه رفض الأمر بشكل كامل.