سرور: لا خلاف بين البرلمان والحكومة يستدعى حل مجلس الشعب

أكد الدكتور أحمد فتحى سرور رئيس مجلس الشعب أنه لا يوجد خلاف بين السلطتين التنفيذية والتشريعية يستدعى حل البرلمان .وأضاف
الدكتور فتحى سرور، فى مقابلة خاصة مع برنامج "وجهة نظر" ، أن "رئيس
الجمهورية حكم بين السلطات ، وهو قائد للحياة السياسية باعتباره منتخبا
مباشرة من الشعب ، فاذا وجد الرئيس أن هناك صراعا بين البرلمان والحكومة ،
وأن الخلاف بين الاثنين احتدم بصورة يتعذر معها حسن سير المؤسسات
التشريعية والتنفيذية فانه قد يلجأ إلى الحل" .وتابع رئيس مجلس الشعب "إذا كنت تسألني عن معلومات في هذا الشأن فلا أعلم ، فالقرار فى يد الرئيس مبارك يمارسه وفقا للدستور".

وفيما يتعلق بالدورة البرلمانية الأخيرة وما إذا كان قد تحقق التفاعل بين
البرلمان وقضايا الشارع ، قال الدكتور فتحي سرور رئيس مجلس الشعب
"البرلمان كان متفاعلا مع الشارع تمام التفاعل والقضايا التي نظرها
البرلمان قضايا حياتية تهم الشعب ، مثل قضايا الصحة والزراعة والتعليم
والصناعة والغذاء والأسعار وغيرها من القضايا المهمة للمواطن التى ينظرها
البرلمان من خلال تشريعات أو استجوابات أو طلبات إحاطة أو أسئلة" .كما نظر المجلس مشروعات قوانين لإعادة التنظيم الاقتصادي مثل القوانين الخاصة بالبورصة وهيئة الرقابة المالية الجديدة وغيرها.وأكد
سرور أن المجلس انشغل في قضايا حياتية كبيرة ، وأضاف "لست مسئولا إذا كان
الإعلام يشوه صورة المجلس في بعض الأحيان أو بعض الأقلام" ، مشيرا إلى أن
"الأداء في بعض الأحيان يكون هابطا من بعض النواب ويتم التركيز على هذا
الهبوط لأن الأعلام عادة يحب الأشياء المشوقة" .وعن تقييمه للمجلس الحالي، قال "إنه مجلس متوسط ويقترب من فوق المتوسط وإن كان هذا الأمر نسبيا".وأضاف
"الأغلبية بدأت محدودة واستطاع الحزب (الوطني) ضم المستقلين الذين نجحوا
وهم أعضاء في الحزب فاستقامت الأغلبية. أخذنا وقتا للوصول إلى تعايش سلمي
بينهم ،الحزب نشط فى تحقيق تماسك الأغلبية والأداء المبنى على العلم
والوعي والدراسة كان لا بأس به" .وأضاف سرور أن "المعارضة فى
البرلمان كان بها كوادر تذاكر وتقرأ وتدفع دفوع محرجة ، المعارضة نشيطة
ونشاط المعارضة يحدث دينماكية للبرلمان ، وهناك نشاط للمعارضة لكنه ليس
إيجابيا دائما ، هناك أوقات يكون مجرد إرادة إحراج الأغلبية أو الحكومة
دون موضوعية . لكن هناك ذكاء ودراسة في موضوعات كثيرة" .وعن تقييمه
لأداء الحكومة ، قال إن الحكومة بذلك جهدا مشكورا بلا شك ، وواجهت مشكلات
وتحديات ضخمة عرقلت تنفيذ خطط واستراتيجيات . وأيضا هناك بعض الثغرات التي
أثارها النواب ، ولكن أداء الحكومة كان مرضيا للبرلمان ورئيس الحكومة أبدى
اهتماما بالبرلمان .وردا على سؤال حول مدى التجاوب بين الحكومة
والبرلمان ، قال سرور "التجاوب كان مرضيا" مشيرا إلى أن انتقادات نواب
الحزب الوطني للحكومة تكون "مرة" في طلبات الإحاطة والأسئلة ، مضيفا أن
"أعضاء الحزب الوطني لم يدخلوا البرلمان للطبطبة على الحكومة ، على العكس
يوجهوا انتقادات شديدة" .وعن الوزراء الذين لا يحضرون جلسات مجلس
الشعب ، قال الدكتور أحمد فتحي سرور إن "من مصلحة الوزير أن يحضر للبرلمان
لكي يتحدث لأنه منبر له ، بدلا من أن يذهب إلى صحيفة أو قناة تلفزيونية
ليتحدث من خلالها" .وأضاف "بعد التلويح والإثارة السلبية لمسألة
حضور الوزراء بدأ الوزراء يكثفون حضورهم، وهو أمر يفرح النواب، إضافة إلى
أن الوزير يدعم سياسيا بمجرد حضوره، ويتكون بينه وبين الأعضاء تآلف ومعرفة
أكثر".وتعليقا على مسألة حضور النواب للجلسات ، قال سرور "القاعة
خالية في أوقات كثيرة ، هذا صحيح . لكنها مليئة في أوقات كثيرة أيضا "
مؤكدا أنها " ظاهرة سلبية ، لكنها ظاهرة للأسف موجودة فى معظم برلمانات
العالم" .

وحول الصعوبة التي يجدها رئيس البرلمان فى إحداث توازن بين الأطراف
المختلفة فى المجلس ، قال سرور: إن أهم مهام رئيس البرلمان هى حماية
المعارضة داخل البرلمان وإعطاؤها الحق فى الكلام .وأضاف
" أنا أعمل على حماية المعارضة ، وأعطى المعارضة الحق فى الكلام ، كما
أننى حريص على أن أكون متوازنا ، إضافة إلى أن علاقاتي الإنسانية مع جميع
الأعضاء متوازنة بما فيها المعارضة ، فلا يجوز أن يكون رئيس البرلمان مع
الأغلبية ضد المعارضة ".وعن الانفعالات التى تحدث بين النواب فيما
بينهم داخل المجلس ، قال رئيس مجلس الشعب "إن الدورة البرلمانية الأخيرة
حدث بها إسراف فى الانفعالات بين النواب ".
وأشار إلى أن جميع هذه الإحداث تمثل أخطاء فى الممارسة البرلمانية تم
التنبيه عليها ، لافتا إلى أن الاعتذار وقبول الاعتذار هو الأصل فى
البرلمان لمن يخطئ والاستثناء هو توقيع العقوبة .وشدد
سرور على أنه لا يجوز أن يكون للنائب فى البرلمان مصلحة شخصية فى الأداء
البرلمان الذي يمارسه ، مضيفا أن أي ظاهرة يجب أن تعرض فى المجلس بهدف
المصلحة العامة ، لا بهدف التنكيل بزميل أو لتحقيق مصلحة شخصية .وردا
على سؤال حول أن تكلفة وصول النائب إلى البرلمان تعد بالملايين وما إذا
كانت العضوية تحقق له مكاسب مادية، قال سرور "عضوية مجلس الشعب من الناحية
الأدبية تساوى ما يتم إنفاقه للوصول إليها ، أما من الناحية المادية فهى
خسارة كاملة ".وردا على سؤال حول موقف مجلس الشعب من الطعن فى
عضوية بعض النواب ، قال رئيس المجلس " إن مجلس الشعب سيد قراره بمعنى أنه
صاحب الاختصاص ، والمحكمة أيضا هي سيدة قرارها وهذه العبارة لا تعني
التحكم ، وإنما قيلت بصدد من هو صاحب القرار في تقرير بطلان العضوية ،
نتيجة أن الدستور أحال إلى محكمة النقض سلطة التحقيق وإبداء الرأي ، فادعى
البعض أن محكمة النقض لا تبدي الرأي وإنما تصدر حكما ، فكانت مقولة سيد
قراره بمعنى أن المجلس هو المختص وأن محكمة النقض دورها التحقيق فقط
وإبداء الرأي ".وتابع سرور " أما بالنسبة للطعون الانتخابية فإن
هناك البعض ممن يهول من هذا الأمر ، فكانت هناك بعض الدورات التي تنتهي
وينتهي الفصل التشريعي لها دون ان ترسل المحكمة التحقيقات والطعن أمام
محكمة القضاء الإداري ".وردا على سؤال حول عدم انتهاء مجلس الشعب
من إصدار قانون زراعة الأعضاء ، قال الدكتور سرور ان القانون كان من
الممكن أن يصدر في هذه الدورة ، إلا أنه بناء على الاقتراحات التي قدمت من
الأعضاء طلبت الحكومة الانتظار لأنها بصدد إعداد مشروع ، لكن المشروع أخذ
وقتا طويلا في مجلس الوزراء ، وجاء قرب نهاية الدورة .وأوضح سرور
أن مجلس الشعب منذ أكثر من عشر سنوات فتح موضوع زراعة الأعضاء وبحثه وأجري
جلسات استماع موسعة ، وانتهي المجلس فيه إلي إقرار مشروع وعرض في الجلسة
العامة ، وقد رأيت وقتها أنه يحتمل أن يعتبر هذا القانون مكملا للدستور
لأنه يمس حقوق الإنسان ، فقمت بإحالته الى مجلس الشورى ، لكن الموضوع لم
يبت وسقط ، إلا أن لجنة الصحة أعادت بحث الموضوع بناء على اقتراحات جديدة .وحول إقرار قانون مشاركة المرأة بـ"الكوتة"
في الانتخابات البرلمانية رغم أنه جاء في نهاية الدورة ، قال سرور " مشاكل
قانون الكوتة أقل بكثير من مشاكل قانون الأعضاء الذي يوجد فيه تحديات
كثيرة تريد دقة شديدة جدا ".وأضاف أن " البرلمان لم يتسرع في إقرار
قانون الكوتة ، وأنه قد أخذ ثلاث جلسات ، ورأي المجلس إقرار المشروع
لفصلين تشريعين فقط، على اعتبار أن المرأة قد تتمكن بعد ذلك ، ولا تحتاج
إلي هذه الكوتة ".وردا على سؤال حول أزمة موضوع استيراد القمح التي
نوقشت في المجلس ، قال سرور : " إنه تبين من شحنة القمح في ميناء سفاجا أن
هناك خللا ، إذ لم يخضع للتحليل من حيث المعادن بسبب عطل أجهزة التحليل ،
وعندما تم التحليل عن طريق النيابة العامة وجد أن هناك معادن سامة فكان
قرار النائب العام بعودة الشحنة إلي بلدها ".وأكد الدكتور أحمد
فتحي سرور أنه يجب أن تعلم الحكومة أن الرقابة السياسية والبرلمانية ليست
مظهر عداء إنما هي تعاون ، وكما أن الحكومة تسعد بالرقابة الأمنية أو
الإدارية يجب أن تسعد أيضا بالرقابة السياسية لأنها تمكنها من إلقاء الضوء
على نواحي الفساد والقصور في الأجهزة الحكومية .وأضاف رئيس مجلس
الشعب أن " الوزير الذي يتجاوب مع توصيات المجلس هو أرفع وزير سياسي لانه
يستخدم المجلس لتنفيذ سياسته فيكون المجلس متعاونا معه ، والمجلس لا ينصب
أحدا منصب العداء إنما يكشف الفساد ، والوزير الذي يقتنص ما يفعله المجلس
لكي يصحح الفساد في وزارته هو وزير ناجح سياسيا ".وأكد سرور "أنه
وجد تجاوبا من الوزراء مع ما يقوله المجلس، ولم يجد وزيرا بالحكومة
الحالية يقف موقف الرافض لكلام المجلس أو نصائحه.. كلهم كانوا متجاوبين ".وردا
على سؤال حول رسالته إلي رئيس الكنيست "نشاطركم ذكري مأساة المحرقة
ونذكركم بالجرائم ضد الشعوب العربية"، قال سرور : "إن رئيس الكنيست أرسل
خطاب لي وطلب مني أن استنكر المحرقة واستنكر تصريحات رئيس إيران في مؤتمر
"ديربن" ، وأنا بطبيعة الحال استنكرت المحرقة واعتبرتها أبشع جريمة وقعت
في القرن العشرين ، لكني ذكرته أنها لم تقع من العرب والمسلمين إنما وقعت
من الأوروبيين وباعترافهم ".وأضاف : " وقد وجدت الفرصة لكي
يستنكروا هم جرائمهم في فلسطين وغير ذلك من جرائم ضد الإنسانية ، وطلبت
منه أن يعم السلام وأن تعود فلسطين إلي أرضها ".وتابع قائلا : "
أنا في خطابي لم أتطرق لإدانة تصريحات الرئيس الإيراني لان ذلك ليس من
شأننا ، لكني أدنت الهتلرية والهتلرية الجديدة ، وتعمدت الحديث عن المبادئ
، دون التوغل في أمور يستفيد منها هو ، ولا نريد أن نفيده على حسابنا ".

وردا على سؤال بشأن تأثير القنوات التليفزيونية الفضائية على أداء
البرلمان وسلوك النواب ، قال الدكتور أحمد فتحي سرور :"إن القنوات
الفضائية مظهر هام جدا للاعلام ويدعم حرية التعبير ، لكن الأضواء والإعلام
تضعف الموضوعية في بعض الأحيان ".وأضاف
رئيس مجلس الشعب " داخل المجلس الرغبة في الحديث من أجل أن يظهر العضو
للناخبين ، أما في القنوات الفضائية فان النائب الذي أصبح لا يحقق هدفه
تحت القبة بسبب قرار الأغلبية يذهب إلى الفضائيات ليعبر عن وجهة نظره ..
فأصبحت تنفيسا للنواب الذين لا يحققون أهدافهم بسبب الأغلبية ".وأوضح
سرور أن القنوات الفضائية لا تؤثر تماما على الأداء البرلماني ، مشيرا في
الوقت نفسه إلى "أن النائب داخل المجلس الذي يقول كلام مخالف للقانون قد
يتعرض لقرارات تأديبية لكنه في النهاية له حصانة برلمانية ، أما النائب
الذي يتحدث بما يخالف القانون على الفضائيات فيعاقب طبقا لقانون العقوبات
".وحول ترشيح نفسه في الانتخابات المبكرة حال كانت حقيقة، قال
سرور:"هذا الأمر لم أفكر فيه بعد" .. وأضاف " أن قرار إقامة انتخابات
مبكرة في يد الرئيس مبارك ".

رائع يا كودا

تسلم ايدك
_______

شكر جدا على المرور يا مياسترو

شكر جدا على المرور يا مياسترو

» شائعة حل مجلس الشعب تتردد فى البرلمان
» إقبال ضعيف على انتخابات مجلس الشعب بالقناطر
» عائشة عبد الهادي: العلاوة الاجتماعية قابلة للتفاوض حول نسبتها في مجلس الشعب
» مجلس الشعب يفتح ملف تلوث مياه الشرب واختلاطها بالصرف الصحى فى القليوبية
» "نور" يطعن على انتخابات مجلس الشعب بالقناطر