تضمن خطاب الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، المنتظر الذي ألقاه في جامعة
القاهرة بمصر، سبعة محاور رئيسية هي العنف والتطرف، والسلام بين إسرائيل
والفلسطينيين والعرب، والمسؤولية المشتركة حيال السلاح النووي،
والديمقراطية، وحرية الأديان، وحقوق المرأة، والتطور والفرص الاقتصادية.
وحول قضية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، تحدث أوباما عن ضرورة حل
الدولتين لتحقيق السلام للجميع، مشيراً إلى أنه لا يمكن إنكار معاناة
الشعب الفلسطيني، كما أن الوضع الفلسطيني القائم لا يمكن القبول به، مشدد
على أن بلاده تدعم حق حق الشعب الفلسطيني في دولته.
واعتبر أوباما أن حل الدولتين يصب في مصلحة إسرائيل والفلسطينيين وأمريكا
والعالم، وأنها السبيل لتحقيق تطلعات الفلسطينيين والإسرائيليين، مضيفاً
"نحن ندعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته."
وطالب أوباما حركة حماس بالتخلي عن العنف مشيراً إلى أنها تحظى بدعم قطاع من الفلسطينيين، وهذا بفرض عليها بعض المسؤوليات.
وشدد أوباما على أن حكومته لن ترضى باستمرار الاستيطان الإسرائيلي في
الأراضي الفلسطينية، معتبراً أن قرار حل الدولتين سيصب في مصلحة إسرائيل
والفلسطينيين بالإضافة إلى تحقيق مصالح الولايات المتحدة الأمريكية
والعالم.
وقال أوباما أن على حماس تحمل المسؤولية في تحقيق أحلام الشعب الفلسطيني،
مشيراً إلى أن أعمال التفجير وإطلاق الصواريخ لن تنجح في حل المشكلة
الفلسطينية الإسرائيلية.
وأضاف أن على إسرائيل أن تتخذ الخطوات اللازمة لتحسين الوضع الإنساني في غزة.
وفي تصريح جديد، قال أوباما خلال كلمته إن الولايات المتحدة لن تحتفظ بقواتها في أفغانستان.
وكان أوباما قد بدأ كلمته بالإشارة إلى أن الأزهر وجامعة القاهرة تمثلان
التناغم بين التقاليد والتقدم، مشيراً إلى أنه جاء إلى القاهرة "سعياً
لبداية جديدة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي قائمة على الاحترام
المتبادل."
وأكد على أنه يدرك أن خطابه، الذي طال انتظاره لن يحدث فرقاً أو يحل
المشكلات بين الغرب والعالم الإسلامي بين عشية وضحاها، مشيراً إلى ضرورة
إنهاء دوامة التشكيك والخلافات بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي.
وركز في كلمته على أسباب الصراع بين العالم الإسلامي والغرب، معترفاً بأنه
ليس صراعاً جديداً بل تاريخياً، لكنه أوضح أن العالمين شهدا قروناً من
التعاون والتعايش.
وقال أوباما إن هجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول فجرت الصراع الديني مجدداً بين الغرب والعالم الإسلامي.
وأكد أوباما مجدداً على أن هناك العديد من المبادئ المشتركة بين القيم الأمريكية وقيم الإسلام.
وتطرق أوباما إلى أسرته وأن أسلافه مسلمين، كما تطرق إلى نشأته في إندونيسيا، وهذا ما يوفر له الخبرة في توجهه للمسلمين.
وقال أوباما إن بلاده ستحارب الصور النمطية عن الإسلام، وبالمثل على العالم الإسلامي أن يحارب الصورة النمطية عن الولايات المتحدة.
وقال: "دورنا أن نحارب الصور النمطية ضد الإسلام أينما ظهرت، ولكن، نفس
المبدأ يجب أن ينطبق على التصورات ضد أمريكا" مشيراً إلى أن الولايات
المتحدة تعد أحد أهم مصادر التقدم في العالم.
وأشار في هذا الصدد إلى دور المسلمين في الولايات المتحدة، وقال إنهم
كانوا جزءاً من قصة أمريكا، "فالمغرب أول من اعترف بالولايات المتحدة"
والمسلمون أثروا الثقافة الإسلامية وحاربوا حروبها..."
وكرر أوباما ما سبق أن أعلنه خلال زيارته إلى تركيا، وأن بلاده لم ولن
تكون في حرب ضد الإسلام، إلا أنه أشار إلى أن بلاده لن تتوانى في مواجهة
المتطرفين الذين يشكلون تهديد بالنسبة لأمن الولايات المتحدة وشعبه.
وقال أوباما "مهمتي كرئيس أمريكي حماية الولايات المتحدة، وقرارات مواجهة
الجماعات المتطرفة ليس على أساس خيارات شخصية وإنما حاجة لحماية الشعب
الأمريكي.
وأدان أوباما الجماعات الإرهابية المسؤولة عن أحداث 11 سبتمبر/أيلول،
لأنها اختارت أن تقوم بقتل الآلاف من الأبرياء رجلاً ونساء وأطفالاً.
ونفى أوباما أن يكون الهدف من العمليات في أفغانستان وباكستان هو الحصول
على قواعد لها هناك، مشيراً إلى أن تواجد القوات الأمريكية في تلك المناطق
أمر مكلف سياسياً وعاطفياً.
وأضاف أوباما أن القوة العسكرية في تلك المناطق لن تحل المشكلة، لذلك تسعى
الولايات المتحدة إلى مساعدة أفغانستان وباكستان على بناء المؤسسات
التعليمية والصحية وتطوير البنية التحتية لتلك المناطق.
وأعلن في هذا الشأن أن بلاده لن تحتفظ بقواتها في أفغانستان.
أما في الشأن العراقي فقال أوباما، إن قرار الحرب على العراق بخلاف الوضع
في أفغانستان كان من اختيار الحكومة الأمريكية، وأكد أن بلاده ملتزمة بسحب
قواتها من العراق قبل 2012.
وعبر أوباما عن أمله في التوصل إلى عالم خالي من الأسلحة النووية.
وتطرق أوباما في حديثه مع العالم الإسلامي من القاهرة، إلى موضوع حقوق
المرأة الإسلامية، معتبرا أن الدول التي تهتم بتعليم المرأة استطاعت
الازدهار على خلاف الدول التي منعت المرأة من التعليم.
وقال أوباما أن المرأة كما الرجل لها القدرة على تقديم الكثير للمجتمع الذي تعيش فيه.
وقال أوباما "أنا أعي تخوف العالم الإسلامي من الحداثة، وتأثيرها على
الهوية الوطنية والعادات والتقاليد"، وأشار إلى وجود العديد من الدول التي
نجحت في الازدهار اقتصاديا والحفاظ على التقاليد والعادات مثل اليابان.
أوباما يصل القاهرة
وكان الرئيس الأمريكي، قد وصل صباح الخميس إلى العاصمة المصرية.
وبعد وصوله مباشرة، توجه أوباما إلى القصر الجمهوري، حيث كان في استقباله
الرئيس المصري، ثم دخل الاثنان في محادثات ثنائية خلف الأبواب الموصدة.
وبعد الانتهاء من الاجتماع بين الزعيمين في قصر القبة، توجه الرئيس
الأمريكي إلى القاهرة القديمة حيث زار مسجد السلطان حسن، الذي تم تشييده
قبل نحو 600 سنة.
وكان أوباما غادر السعودية صباح الخميس إثر زيارة استمرت أقل من 24 ساعة،
اجتمع خلالها مع العاهل السعودي، الملك عبد الله بن عبد العزيز.