حالة جديدة من التذمر يعلنها المراقبون الجويون لإعادة ذكريات أزمة
اعتصامهم عام 2005 والذين ما زالوا يتلقون تابعته، بعدما اعتبرته وزارة
الطيران المدنى، حينها، نوعا من لى الذراع لها، خاصة بعد الخسائر التى
لحقت بها وتوقف حركة الطيران.. ولكن هذه المرة أخذت وزارة الطيران المدنى
حذرها ولا تنظر لأى تحرك من جانب المراقبين الجويين رافعة شعار "لا أرى لا
أسمع لا أتكلم" وهذا ما جعل عددا من المراقبين يؤكدون لليوم السابع تصعيد
احتجاجهم دوليا وجميع المنظمات العالمية المعنية بالطيران المدنى.
فقد قامت رابطة المراقبون الجويون بتكثيف اجتماعاتهم خلال الفترة الأخيرة
فى محاولة منهم لعرض مطالبهم على الفريق أحمد شفيق وزير الطيران المدنى،
وحينما حددوا عقد جمعيتهم العمومية لإقرار المطالب وعرضها، تم منعهم من
عقدها بفندق الجلاء وكذلك بقاعة الاجتماعات بالشركة الوطنية لخدمات
الملاحة الجوية، مما اضطرهم لعقدها بالشارع أمام الشركة.
ولكن ما لا يعمله المسئولون بالطيران المدنى أن حالة التذمر الجديدة لن
تقتصر على الاعتصام، بل ستفوق كافة توقعاتهم بحسب تأكيد المراقبين الجويين
لليوم السابع، فالاعتصام القادم سيشهد إبلاغ المنظمة الدولية للطيران
المدنى (الإيكاو) والاتحاد الدولى للمراقبة الجوية، وجميع المنظمات
الدولية المعنية بالطيران المدنى، خاصة بعد سوء المعاملة وحالة الترصد
التى يعانون منها منذ انتهاء اعتصام 2005.
عدد من المشكلات والمطالب للمراقبين الجويين حددوها قبل إعلان الحالة
العظمى لتذمرهم وهى إيجاد حلول فورية لمطالبهم المالية، والتى طالبوا فيها
منذ عام 2005 بزيادة الراتب بنسبة 150%. وعلى الرغم من وعد المسئولين
حينها بالتنفيذ، إلا أن ما حدث هو زيادتها بنسبة لا تصل
لـ70%. كما تتناول المطالب تحقيق مشروع للعلاج الأسرى، هذا إلى جانب
شكواهم من اقتصار الترقيات والمناصب على اللواءات مطالبين بتحديد هيكل
إدارى يسمح لهم بتولى تلك المناصب، نظرا لخبراتهم الطويلة.
مصادر بمطار القاهرة الدولى أكدت لليوم السابع أن العلاقة بين المراقبين
الجويين ووزارة الطيران المدنى تأخذ شكلا تنافسيا وكأنها جولة أو مسابقة
رياضية "يا نكسب يا يكسبونا"، مشيرة إلى أن وزارة الطيران ترفع شعار "أنا
ماليش كبير" ولا يجرؤ أحد على لى ذراعها مرة أخرى وفى هذا الإطار فقد قامت
بتجهيز وإعداد بعض المراقبين الجويين ليكونوا بديلا فى حالة تذمر
المراقبين الحاليين، مؤكده أن وزارة الطيران تعلم خطوات التصعيد للمراقبين
وتعلم أيضا كيف تواجههم.
ووصف عدد من المراقبين ما تقوم به وزارة الطيران بالأمر الاستفزازى لهم،
بحيث يفرضون عليهم تدريب هؤلاء المراقبون الجدد، بل وتنفق عليهم الملايين
لتدريبهم فى الخارج وتمنع أصحاب الخبرات من تلك الدورات التدريبية، فى حين
أن المراقبين الجدد ليسوا بكفاءة خبرات المراقبين الحاليين، خاصة وأن تلك
المهمة تستخدم فيها كافة الحواس وهى أساس حركة الطيران وتأمينه فى مصر.
اليوم السابع من جانبه حاول الوصول لرد من الشركة الوطنية لخدمات
الملاحة الجوية والتى يتبعها المراقبون، ولكن رفض المسئولين فيها التعقيب
على قرارات رابطة المراقبين معتبرين هذا الأمر لا يستحق التحدث فيه
إعلاميا ولا يضعونه ضمن اهتمامتهم.ش