اتخذت العديد من
الدول العربية إجراءات وقائية لمواجهة
إنفلونزا الخنازير بعد تأكيد إسرائيل تسجيل
حالتين ورفع
منظمة الصحة العالمية التحذير من خطورة تحول
الفيروس إلى وباء للدرجة الخامسة على مقياس من ست درجات عقب توسع انتشاره من
المكسيك لدول أوروبية وآسيوية وأستراليا.
وباتت المنطقة العربية على أبواب الخطر بعدما أعلنت البحرين اليوم اشتباهها في
حالة إصابة بالمرض تتعلق بمسافر أميركي الجنسية وضعته السلطات تحت المراقبة الصحية،
كما ذكر مراسل الجزيرة نت حسن محفوظ.
لكن وزير الصحة البحريني قال في وقت لاحق إن المريض خضع لفحوصات مخبرية أظهرت
خلوه من الإصابة وسيغادر العزل ليواصل العلاج في أحد المستشفيات الخاصة.
وتراوحت الإجراءات الأولية التي اتخذتها الدول العربية بين حظر استيراد لحوم أو
مواد تحتوي على مشتقات الخنازير وإبادة أو ذبح هذه الحيوانات، إضافة إلى تشديد
الرقابة على المنافذ الحدودية والمطارات ورصد أي حالة مشتبه بإصابتها.
وقررت مصر اعتبارا من أمس القضاء على جميع قطعان الخنازير الموجودة فيها فورا
وتعويض أصحابها. كما أعلنت عن تفعيل إجراءات سبق اتخاذها عام 2006 لمواجهة إنفلونزا
الطيور حينها الذي أودى بحياة 26 شخصا بالبلاد حتى اليوم.
كما شددت السلطات الرقابة على كافة المنافذ الحدودية، إضافة إلى تدريب أطقم
الضيافة بالطائرات على سرعة اكتشاف والإبلاغ عن أي حالات مشتبه بإصابتها.
وفي الأردن أكد وزير الصحة نايف الفايز خلو المملكة من أي إصابة بإنفلونزا
الخنازير، مشيرا إلى أن فرقا طبية توزعت بالمطارات والمعابر الحدودية لمواجهة
الموقف وخاصة بالنسبة للقادمين من أماكن ظهرت فيها إصابات.
ونقل مراسل الجزيرة نت محمد النجار عن مدير دائرة الراعية الصحية بوزارة الصحة
عادل البلبيسي أن جميع القادمين من الدول التي تم إعلان اكتشاف حالات إصابة فيها
سيتم فحصهم من قبل مفارز طبية جرى وضعها في المطارات ومختلف المعابر الحدودية.
من جهته قال مساعد الأمين العام لوزارة الزراعة الأردنية لشؤون الإعلام والتسويق
محمد النجداوي إن اجتماعا سيعقد الأحد المقبل بين ممثلين عن الأردن وإسرائيل للبحث
في شأن حظائر الخنازير البرية الموجودة على الجانب الغربي من نهر الأردن.
وأكد النجداوي للجزيرة نت أن "الاجتماع سيكون ثنائيا بين الأردن وإسرائيل وسيطلب
الأردن اتخاذ الإجراءات التي تمنع الخنازير من الدخول للأردن انطلاقا من الجانب
الإسرائيلي".
تنسيق
وقرر الأردن والعراق أمس اتخاذ خطوات للتنسيق المشترك
لمواجهة احتمال انتشار فيروس إنفلونزا الخنازير. وأعرب وزير الصحة العراقي صالح
الحسناوي عن تأييده للمقترح الأردني لعقد اجتماع طارئ للدول الأعضاء بالمكتب
الإقليمي لشرق البحر المتوسط لمناقشة مواجهة المرض.
وفي سوريا طالبت وزارة الصحة أمس من مديرياتها بالمحافظات دعم المراكز الصحية
الحدودية بفرق طبية مزودة بالتجهيزات والأدوات اللازمة والمناسبة لمراقبة وفحص
المسافرين القادمين إليها من الدول التي ظهر فيها المرض.
وفي لبنان أصدرت وزارة الزراعة قرارا منعت بموجبه استيراد الخنازير الحية
ومنتجاتها من كل الدول باستثناء اللحوم المعلبة والمصنعة المعالجة
حراريا.
وفى غزة أعلنت وزارة الصحة بالحكومة المقالة أنه لم يتم تسجيل أي
حالات مؤكدة أو مشتبه بها للمرض بالقطاع. وأوضحت أنها اتخذت عدة إجراءات لمواجهة
الوباء تتمثل برفع درجة الاستعداد بكافة المؤسسات الصحية، مؤكدة أنها بصدد توفير
الحد الأدنى من المضادات الفيروسية لعلاج أي حالات مرضية.
اجتماع طارئ
وقد دعت قطر أول أمس إلى اجتماع طارئ لوزراء الصحة
بمجلس التعاون بالدوحة لمناقشة التدابير الوقائية لمواجهة الوباء على المستوى
الخليجي.
واتخذت الدوحة الاحتياطات اللازمة لمواجهة كل الاحتمالات، ووضعت كل أجهزتها
الطبية والصحية في حالة التأهب القصوى.
وفي عُمان أكد وزير الصحة علي بن محمد بن موسى جاهزية السلطنة وعلى الأخص
الخدمات الصحية في التعامل مع أية حالات قد تدخل بلاده، واتخاذ إجراءات بالمطارات
والمنافذ الحدودية.
كما أعلن اليمن عن اتخاذ إجراءات احترازية لمواجهة المخاطر المحتملة لإنفلونزا
الطيور والخنازير، وأوصت اللجنة الوطنية العليا للاستعداد لمواجهة الجائحة العالمية
المحتملة باتخاذ عدة تدابير احترازية لمواجهة الفيروس عبر توفير أجهزة فحص الأشخاص
القادمين إلى البلاد عبر المنافذ الجوية والبرية والبحرية.
تجدر الإشارة إلى أن إنفلونزا الخنازير أودى بحياة 176 شخصا حتى الآن بالمكسيك،
إضافة إلى حالة وفاة واحدة بالولايات المتحدة وعشرات الإصابات في دول أوروبية
وآسيوية وأستراليا.