زكِّ صيامك - الحلقة 6

الحلقة 6:

من رحمة الله تبارك وتعالى بعباده أن شرع لهم الدين (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ). الله اصطفى هذا الدين ليكون دين الناس من عهد آدم إلى أن تقوم الساعة، الدين الإسلام (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19) آل عمران) (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) آل عمران) ويخاطب الله تبارك وتعالى أمة محمد r (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ (13) الشورى) فالمشرك مشكلة عنده أن تدعوه إلى دين واحد، إلى إله واحد، إلى الدين الحق لأن المشرك أفسد عقله وأشكل عليه فهم أي قضية فيها التوحيد. من رحمة الله تبارك وتعالى بنا أن شرع لنا هذا الدين وأن أنزل علينا خير كتاب أنزله على وجه الأرض – القرآن – وأن أرسل إلينا خير المرسلين والنبيين محمد r. ومن آثار رحمة الله تعالى في تشريعنا تشريعه الأحكام والعبادات. انظروا والله تعالى يشرع لنا ويقضي الله تبارك وتعالى بالعبادات التي نعبده بها. نضرب بعض الأمثال: حينما شرع الله تبارك وتعالى الصلاة لم يفرضها من خلال الوحي كما هو المعتاد إنما إستدعى رسوله r في رحلة الإسراء والعروج وفرض عليه الصلاة في مكان القرب لنعلم نحن المصلّين أنه عندما نصلي كلما تحركنا بين سجود وركوع وقيام تقربنا من الله تعالى وصدق تعالى (كلا لا تطعه واسجد واقترب) وصدق رسوله r " أقرب ما يكون العبد لربه وهو ساجد"، فرض الصلاة باستدعاء رسوله r إلى مكان القُرب حتى نعلم ونحن نصلي أننا بصلاتنا نقترب من الله تبارك وتعالى. ومن رحمته أن شرع الحج ولنسمع كيف شرعه؟ يفرضه فرضاً ثم يستثني. (ولله على الناس حج البيت) (على) حرف جر يفيد الإلزام فالكل ألزمه الله تعالى الحج. ثم يستثني (من استطاع إليه سبيلا). الحج فرض عين على المسلم ولكن على المستطيع صحياً ومالياً إستطاعة إستثنى فيها الله تبارك وتعالى حتى تشمل الرحمة هذا التكليف. شرع الزكاة حتى يرحم الغني الفقير ويشعر به بل جعل الله تعالى للفقير حق في مال المسلم الغني الذي عنده المال. ثم نمضي سريعاً على آيات الصيام لنعلم أنه بالتشريع تكون الرحمة. كيف خفف الله سبحانه وتعالى هذه الفريضة الصوم؟. خفّف بالنداء (يا أيها الذين آمنوا) مع أن الصيام ركن من أركان الإسلام والإسلام أقل درجة من الإيمان لكن كأنه من يصوم حق الصيام كأنه إرتقى درجة وصار من المؤمنين. وخفف بإضمار إسم الفاعل (كُتِب عليكم الصيام) ولم يقل كَتَب عليكم وإنما قال كُتِب وبنى الفعل لما لم يسمّى فاعله لأنه حينما يسمع المسلم كَتَب الله كذا يشعر بالجهد والله تعالى يريد الأداء بالرحمة. (كما كَتِب على الذين من قبلكم) خفف بالمثل، فالأمم قبلكم صامت فكيف بأمة محمد r؟ وخفف بالغاية (لعلكم تتقون) الغاية التقوى فلما تعلم أنك ستكون من المتقين تنظر سريعاً إلى أن الكتاب لا يهدي إلا المتقين (إلم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين) تكون رحمة الله الواسعة بالتشريع ثم بتخفيف التشريع. أسأله تبارك وتعالى أن يتقبل منا ومنكم ويجعلنا ممن يستمعون القول فيتّبعون أحسنه.

تسلم يا محمود

وجزاك الله كل خير

شكرااااااااااااااااااا اااااااااااااا ار

مشكور مشكور

مشكورعلى المرور

» زكِّ صيامك - الحلقة 11
» زكِّ صيامك - الحلقة 12
» زكِّ صيامك - الحلقة 13
» زكِّ صيامك - الحلقة 14
» زكِّ صيامك - الحلقة 15/16