؛؛{ الحب والجنون }؛؛

؛؛{ الحب والجنون }؛؛في قديم الزمان
حيث لم يكن على الأرض بشر بعد ..
كانت الفضائل والرذائل تطوف العالم معا
وتشعر بالملل الشديد !! ذات يوم .. وكحل لمشكله الملل المستعصيه أقترح الإبداع § لعبه §
وأسماها "الاستغمايه" أحب الجميع الفكره وصرخ "الجنون"
اريد أن أبدأ أنا من سيغمض عينيه ويبدأ العد ..
وأنتم عليكم مباشره بالأختفاء ثم أنه أتكأ بمرفقيه
على شجره وبدأ : واحد .. أثنين .. ثلاثه .. وبدأت الفضائل والرذائل بالإختباء .. وجدت "الرقه" مكانا لنفسها فوق القمر وأخفت "الخيانه" نفسها في كومة زباله دلف "الولع" بين الغيوم
ومضى "الشوق" إلى باطن الأرض كانة الليلة باردة فحضن الحنان أحد الزهور التي كانة ترتعش بردا أما "الكذب" قال بصوت عال :سأخفي نفسي تحت الحجارة .. ثم توجه لقعر البحيره
"الفراق" عبر جدول نهر جاري فعلقت قدمه بين صخرتين فأوقف المياه الجارية وكان الوله يتصبب عرقا من شدة الحر رغم برود الليل لانه كان يجري ويجوب الأرض دون توقف يبحث عن مخبأ يناسب حجمه فلا يجد وكلما خطا خطوة ازداد حجما
واستمر "الجنون" تسعه وسبعون .. ثمانون .. خلال ذلك أتمت كل الفضائل والرذائل تخفيها .. ما عدا (( الحب ))
كعادته لم يكن صاحب قرار ..وبالتالي لم يقرر أين يختفي
وهذا غير مفاجئ لأحد .. فنحن نعلم كم هو صعب إخفاء (( الحب ))
تابع "الجنون" خمسة وتسعون .. ستة وتسعون .. وعندم اوصل "الجنون" في تعداده إلى مائة .. قفز الحب وسط أجمة من الورد ..

كانت هذه الورود بألوان مختلفة تبهر الناظر ولها عطر أخاذ
من يستنشق منه يدمنه ورحيق من يتذوقه لا يستطعم شئ آخر
زرعت بأجمل بقع الأرض بذاك الزمن يزورها الهم كل صباح فيشفى من أول نظرة ..من يلمسها يولد بداخله الإحساس وتصحوا به المشاعر
وأختفى بداخلها .. فتح الجنون عينيه .. وبدأ البحث صائحا :
(أنا آت اليكم) كان "الكسل" أول من أنكشف لأنه لم يبذل أي جهد في إخفاء نفسه وكشف الوله لأنه كان ضخما لايخفى وكاد أن يحرق من شدة الحر .. ثم ظهرت "الرقه" المختفيه في القمر لكماله وسطوع نوره لم يستطع إخفائها .. وبعدها ..
خرج" الكذب" من قاع البحيره مقطوع التنفس ..
وكشف الفراق لأنه لازال عالقا بين الصخرتين ..
وأحس"بالشوق" فخرج مسرعا يشق طريقا آخر لمياه النهر لتستمر

وجدهم الجنون جميعا .. واحد بعد الآخر ما عدا "الحب" كاد يصاب بالإحباط واليأس ..في بحثه عن "الحب" حين أقترب منه "الحسد"
وهمس في أذنه : الحب مختف في شجيرة الورد .. التقط "الجنون" شوكه خشبيه أشبه بالرمح وبدأ في طعن شجيرة الورد بشكل طائش !! ولم يتوقف إلا عندما سمع صوت بكاء يمزق القلوب .. وهناك لون أحمر صبغ الورود فتحولت لزهور .. فقفز : "الوله" و"الرقة" و"الحنان" و"الشوق" و"الصدق" ليبعدوا الزهور فظهر (( الحب )) وهو يحجب عينيه بيديه والدم يقطر من بين أصابعه صاح "الجنون" نادما : يا إلهي !!
ماذافعلت ؟؟ ماذا أفعل كي أصلح غلطتي بعد أن افقدتك البصر ؟؟ أجابه (( الحب )) لن تستطيع إعادة النظر لي ..لكن !! لايزال هناك ماتستطيع فعله لأجلي .. [ كن دليلي ] وهذا ماحصل من يومها .. يمضي (( الحب )) أعمى يقوده "الجنون" المجنون .. لذالك يقال دائما :
‏ {{ أحبك بجنون }}