الحصار يطفئ أشجار الميلاد في غزة

غزة- خطـوط حـزينـة ارتسمت على وجـه "لونا" وزوجـها يخبـرها بأن كـافة المحـلات التي طـرق أبوابـها خاليـة من أدوات تزيين شجـرة الميـلاد وهدايا الأطفـال والحـلوى.
صغـارها نظـروا بحسـرة إلى الشجـرة الخـالية من الأنـوار ورائحـة الميلاد وتمتـموا بغضب: "لا عيـد لنـا".
وأمام حصـارٍ خـانق تفرضـه إسرائيل على قطـاع غزة لا يفرق بين مسلم أو مسيحي سيضطـر مسيحيو القطـاع إلى تـوديع مظاهر الاحتفال بعيـد الميـلاد ولن يتمكنـوا حتى من إضاءة "الشجـرة" في ظل انقطاع الكهرباء الدائم.
وكان من اللافت هذا العـام غيـاب طقوس العيـد، فشـجرة عيـد الميلاد الكبيـرة التي تزدان بالأضـواء المـلونة في وسط ميدان الجندي المجهـول غرب غــزة لم تكـن حاضرة كما في السنوات السابقة.
الأب مانويـل مسلم راعي طائفة اللاتين في قطاع غزة قال لـ"إسلام أون لاين.نت": "إن الطائفـة المسيحيـة التي تسير وفقا للتقويم الغربي ألغت وللمرة الأولى قداس منتصف الليل في كنيسة العائلة المقدسـة بسبب الحصـار والأوضاع الصعبـة والقصف".
شجـرة بلا ضـوء
ولفت إلى أن الطائفة أقامت صلاة بدلا من القداس وأن الاحتفالات اقتصرت على الشعائـر والطقوس الدينـية.
وأشار مسلم إلى أن العيد يأتي هذا العام تحت الحصار الخانق دون أي مقومات للعيد.. لا حلوى ولا ملابس ولا أغذية ولا هدايا بسبب الحصار.
وأوضح أن "900 (مواطن مسيحي) تقدموا للحصول على تصاريح للذهاب إلى مدينة بيت لحم بالضفة الغربية ولكنهم لم يتلقوا أي جواب من الجانب الإسرائيلي".
وتابع: "المؤسف أنه إذا تم منح البعض تصاريح فهم قليلون ويعطون الأب دون الأم أو دون الأولاد، إضافة إلى ساعات الانتظار الطويلة على معبر بيت حانون (إيريز)" شمال القطاع.
وتغلق إسرائيـل كافة معابر القطـاع الحدودية، وبعد انتهاء تهدئة استمرت لستة أشهـر شددت حكومة الاحتلال من حصارها حيث ترفض إدخال الوقود والدقيق وأي مساعدات إنسانيـة من شأنها التخفيف عن سكان غـزة.
"لينـا الطويل" تشـعر بالأسف؛ لأنها لم تتمكن من إضاءة شجـرة الميلاد وبصوتٍ حزين تقول لـ"إسلام أون لاين.نت": "الحصـار اغتال فـرحتنا.. الأسـواق خاليـة من هدايا الميلاد والحـلوى.. الشمـوع نخشـى من إشعـالها فهي بالكاد تكفينا لإنقاذنا من الظلام الدامس".
وفي كل ليـلة تغرق غـزة في ظلامٍ شـديد بعد أن توقفت محطة توليد الكهرباء الرئيسية والوحيـدة في القطاع عن العمـل لعدم توفر الوقود اللازم لتشغيلها.
احتلال يغتال الأعياد
وبنبـراتٍ حـانقة يقـول الشاب المسيحي رامي: إن مسيحيي غزة لن يتمكنوا من إضاءة شجرة عيد الميلاد في بيوتهم، "كيف سنفعلها ولا كهـرباء، حتى الهدايا مفقـودة".
سهـام التي تلقت تهنئة من جارتها المسيحيـة بعيد الأضحى المبارك الذي غادر قبل أيـام ذهبت لتـبادلها التهنئـة بعيـدهم وبحسـرة غلفت صوتها قالت: "جميعنا في حصار، الاحتلال يقتل عيدهم وعيدنا.. لا يفرق بين مسلمي غزة ومسيحييها، بالأمس كنا نذرف الدمـوع لأننا محـرمون من الصلاة في المسجد الأقصى، واليوم يبكون لمنعهم من إحياء الميلاد في بيت لحم".
في منـزل نزار فـرح اقتصرت العائـلة على وضع زينـة متواضعة على شجـرة لن تتم إضاءتها، وبأسـى يغلف صوتها تقـول الشابة سها: "نحن من طائفة الروم الأرثوذوكس التي تسير وفقا للتقويم الشرقي.. عيدنا سيقتصـر على الزيارات العائلية، والشعائر الدينية". وتتمنـى ريتـا أن يزول الحصار عن غـزة ويحتفل المسلمون والمسيحيون بأعيـادهم دون دمـوع.
لا تنسوا غزة
في القداس الذي جرى أول أمس داخل كنيسة العائلة المقدسة في مدينة غزة احتفاء ببطريرك القدس فؤاد الطوال الذي يزور القطاع لأول مرة بعد تعيينه خلفا للبطريرك ميشال صباح المتقاعد منذ يونيو الماضي تضرع المسيحيون بالدعاء كي يعم السلام أرجاء الأراضي الفلسطينية ويرفع الحصار عن غزة.
وطالب البطريرك الطوال بضرورة أن يتمتع جميع أبناء الشعب الفلسطيني بحرية الحركة والتنقل والوصول إلى الأماكن المقدسة حتى يتمكنوا من القيام بشعائرهم الدينية بحرية وأمان.
ووصف حصار غزة بأنه ظالم، وناشد مسيحيو غـزة البطريرك الطوال باستذكار غزة في صلاة الوحدة والمحبة في كنيسة المهد في بيت لحم.
من جانبها أعلنت حكومة إسماعيل هنيـة بغـزة أن أيام أعياد الميلاد لدى المسيحيين عطلات رسمية في غزة، في إشارة إلى عمق العلاقات الطيبة بين حركة حماس وأبناء الطوائف المسيحية.
ويحتفل المسيحيون الكاثوليك بعيد ميلاد السيد المسيح يوم 25 ديسمبر وفق التقويم الغربي، فيما يحتفل الأرثوذكس بنفس العيد في السابع من يناير وفق التقويم الشرقي، بالإضافة إلى الاحتفال برأس السنة الميلادية في الأول من يناير.
مسيحيو غـزة
ويشكـل المسيحيون نحو 4% من عدد الفلسطينيين بالضفة وغزة، حيث يعيش حوالي 65 ألف مسيحي (أرثوذكس وكاثوليك) في الضفة وغزة والقدس المحتلة.
ويسكن منهم في الضفة أكثر من 51 ألفًا، وفي القدس ما يزيد عن 10 آلاف، أما في غزة فيعيش نحو 3500 مسيحي، 70% منهم أرثوذكس يتبعون مرجعية القدس، والباقي كاثوليك يتبعون مرجعية روما.
ويسكن المسيحيون المدن، وقليل منهم يتواجدون في قرى بعينها، بينما تكاد نسبتهم في مخيمات اللاجئين لا تذكر.
وتمنع إسرائيل منذ سنوات المسيحيين في غزة من الوصول إلى الأماكن الدينية المقدسة لممارسة الشعائر الخاصة بهم، خاصة في فترة أعياد الميلاد، كما تحرمهم من السفر إلى بيت لحم التي تقع فيها كنيسة المهد وقبر المسيح.

يارب انتقم منهم واحرمهم من اعيادهم وخلصنا من شرورهم برحمتك وعذبهم دنيا واخرة وشردهم بحق ماعملوا فينا وحرمونا من فرحتنا

باذن الله هننتصر وهترجع غزه سالمه امنه من ايدى اليهود

تسلم ايديك يا مان

» اللعبة العربية ( تحت الحصار 2 ) و المقاومة الفلسطينية بحجم 30 ميجا على سيرفرات سريعة