إسرائيل بدأت الحرب على حماس وقتلت أكبر عدد من الفلسطينيين في يوم واحد منذ نكبة 48

إسرائيل بدأت الحرب على حماس وقتلت أكبر عدد من الفلسطينيين في يوم واحد منذ نكبة 48

"دير ياسين" جديدة في غزة

فلسطيني ينتحب على أحد أقاربه الذي استشهد في الغارة في إزة أمس

غزة، عواصم العالم: الوطن، الوكالات

آثرت إسرائيل أمس إشعال المنطقة بمجزرة بشعة نفذتها الطائرات الحربية ضد سكان غزة مخلفة أكبر عدد من الشهداء الفلسطينيين في يوم واحد منذ نكبة 48 ومكررة مجزرتها في "دير ياسين" عام 1948، وجاءت العملية عقب تهديدات وجهتها وزيرة الخارجية ليفني في القاهرة أول من أمس في سعي واضح لإحداث فتنة وإحراج الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة باراك أوباما.
وفيما اشتعلت شوارع المدن العربية بالتظاهرات، استمرت الاعتداءات والتهديدات الإسرائيلية طوال يوم أمس.
عربياً استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الرئيس الفلسطيني محمود عباس، واتصل هاتفياً بالرئيس المصري حسني مبارك، وتلقى اتصالاً من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة وأجرى اتصالا بالرئيس الأمريكي جورج بوش لبحث تطورات الأوضاع في غزة جراء الاعتداءات الإسرائيلية.
وصرح مصدر سعودي مسؤول بأن المملكة تتابع باهتمام بالغ وقلق شديد العدوان الإسرائيلي السافر وترحب بأي لقاء عربي سريع للنظر فيما يتوجب على العرب القيام به تجاه المجازر التي ترتكبها إسرائيل.
ووجه خادم الحرمين بتأمين كل ما يمكن من المستلزمات الطبية والأدوية وشحنها حالا إلى غزة عن طريق مصر، إضافة إلى طائرات الإخلاء الطبي لنقل المصابين والجرحى من العريش في مصر إلى المملكة، واعتماد معالجتهم في كافة مستشفيات المملكة التخصصية والمرجعية والعامة بشكل عاجل.
وطالب عدد من الزعماء العرب بعقد قمة عاجلة لبحث الموقف. وكان الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى قد دعا لاجتماع طارئ يتم اليوم في القاهرة.
وقالت مصادر دبلوماسية عربية مسؤولة شاركت في اجتماع المندوبين الدائمين للدول العربية مساء أمس إنه تم الاتفاق على عقد قمة عربية طارئة في الدوحة الجمعة المقبل.
عالمياً عبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه إزاء أعمال العنف وحمام الدم في غزة.
ودعا مبعوث اللجنة الرباعية توني بلير لوقف الغارات الإسرائيلية وكذا "الصواريخ التي تطلق من القطاع".
وقال المتحدث باسم منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إننا ندعو لوقف فوري لإطلاق النار وضبط النفس.
أمريكياً قال المتحدث باسم البيت الأبيض جوردون جوندرو"إن الهجمات الصاروخية المستمرة لحماس على إسرائيل يجب أن تتوقف حتى ينتهي العنف".
ارتكبت إسرائيل مجزرة في غزة سقط نتيجتها 225 شهيداً و700 جريحا فلسطينيا بينهم قادة أمنيون من حركة حماس إضافة إلى عناصر في الشرطة الفلسطينية التابعة لحكومة حماس وأطفال ونساء.
وقالت مصادر طبية أن 225 من عناصر الشرطة والمدنيين بينهم نساء وأطفال ومدير عام الشرطة اللواء توفيق جبر، ومسؤول الأمن والحماية إسماعيل الجعبري، استشهدوا وأصيب أكثر من700 في أعنف غارات دموية يشنها الطيران الحربي الإسرائيلي منذ بداية انتفاضة الأقصى عام 2000، مشيرة إلى أن عددا كبيرا من الشهداء مازال تحت أنقاض المقار المدمرة.
ولم تتمكن المستشفيات العاملة في القطاع من استيعاب أعداد الشهداء والجرحى وشوهدت جثث الشهداء ملقاة على الأرض، فيما لم تتسع الأسرة للأعداد الكبيرة من الجرحى الذين وصفت جراح أعداد كبيرة منهم بالخطيرة.
وقال بعض الجرحى من الشرطة الفلسطينية إن الطائرات الحربية شنت أول غارة على مدينة عرفات للشرطة بينما كان أفراد الشرطة يحتفلون بتخريج دورة جديدة من عناصرها ، ما أدى إلى تناثر عشرات جثث الشهداء في المكان، ثم تلت الغارة عشرات الغارات على جميع مقار الشرطة.
وشوهدت أعمدت الدخان تتصاعد من مختلف المقار الأمنية التي تم قصفها في القطاع، وغطت سحبا كثيفة من الدخان معظم أنحاء غزة التي شهدت أولى الغارات الإسرائيلية.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن سلاح الجو قام بعملية واسعة النطاق طالت كافة المقرات الأمنية التابعة لحماس قي القطاع بما فيها مقار الحكومة الفلسطينية المقالة، مشيرة إلى أن طائرات مقاتلة ومروحيات شاركت في العملية.
وتوعد جيش الاحتلال الإسرائيلي بالمزيد من القتل والدمار، موضحا أن الأيام القادمة ستكون أكثر قساوة مما شهده يوم أمس.
ولم تمنع عطلة السبت اليهودية جيش الاحتلال من تنفيذ هذه المجزرة البشعة إذ قال رجال إسعاف إنهم نقلوا عشرات الشهداء والجرحى من أماكن طالها القصف الإسرائيلي وإن هناك عشرات الضحايا ما زالوا تحت الأنقاض.
وذكرت مصادر عسكرية إسرائيلية أن تنفيذ المجزرة لم يستغرق أكثر من دقيقتين حيث أغارت طائرات حربية إسرائيلية على أكثر من 40 موقعا في القطاع ومن ثم تم تنفيذ موجة جديدة من الغارات حيث أدار الغارات رئيس الوزراء الإسرائيلي أولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني ووزير الدفاع أيهود باراك من خلال غرفة عمليات.
وقال الناطق بلسان جيش الاحتلال إن " طائرات أغارت على سلسلة من الأهداف التابعة لحماس" مشيرا إلى "أن الأهداف التي كانت عرضة للضرب تشتمل على قيادات حماس ومعسكرات تدريب ومستودعات للذخائر إضافة إلى نشطاء".
ولم تمنع الغارات الإسرائيلية الفصائل الفلسطينية من إطلاق صواريخ وقذائف محلية على مواقع إسرائيلية محيطة بقطاع غزة حيث سقطت صواريخ على مدينة عسقلان. وتوعدت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس بالرد على جرائم الاحتلال بكل قوة، وقال الناطق باسم القسام أبو عبيدة "سيعلم الاحتلال أنه عندما اتخذ هذا القرار فإنه ألقى بنفسه في النار".
وأضاف أن هذه هي واحدة من تلك المجازر التي مرت عبر التاريخ، مشيرا إلى أن الفلسطينيين يدفعون ثمن صمودهم وتمسكهم بالمقاومة، في حين تخلى عنها الجميع، معاهدا ذوي الشهداء الذين ارتقوا بالأمس بأنه لن تذهب هذه الدماء هدرا.
وقال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم إن مسؤولين مصريين أبلغوا حماس مساء أول من أمس أن الهدوء سيكون سيد الموقف وأن إسرائيل وعدت بعدم القيام بأي عمل عسكري ضد القطاع، مبينا أن هذه عملية إعداد جماعي تلقت إسرائيل الضوء الأخضر لتنفيذها.
وأكدت حركة الجهاد الإسلامي ، أن المقاومة لن تتوقف أمام هذه الجرائم، بل ستتصاعد جذوتها، وأن مشاهد الدمار والقتل التي انتشرت في شوارع ومدن ومخيمات وقرى القطاع لن تدفع الشعب الفلسطيني إلى اليأس والتراجع، مبينة "أننا سنواصل ردودنا حتى لو بقينا وحدنا في هذه المعركة".
وطالبت جماهير وشعوب الأمة العربية والإسلامية أن تتحرك وتخرج إلى الشوارع نصرة للشعب الفلسطيني ومقاومته والضغط من أجل رفع الحصار عنه، كما طالبت الحكومات العربية والإسلامية للكف عن الصمت والخروج بموقف حقيقي مما يجري في فلسطين.
وأعلنت قيادة الجبهة الداخلية في إسرائيل عن حالة خاصة في التجمعات السكنية الإسرائيلية المتاخمة للقطاع، وأعادت فتح جميع الملاجئ، ورفعت مؤسسة "نجمة داود الحمراء" حالة التأهب جنوب إسرائيل إلى أعلى مستوى وهو الثالث. أما في باقي المناطق فرفع مستوى التأهب إلى الثاني.
وقررت الشرطة الإسرائيلية رفع حالة الطوارئ في جميع أنحاء إسرائيل مع التركيز على المنطقة الجنوبية.
وأعلن مكتب أولمرت أن "المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية قرر خلال جلسته الأخيرة الأربعاء الماضي القيام بعملية عسكرية لغرض وضع حد للاعتداءات الصاروخية الفلسطينية".
وأضاف أن" المجلس عهد إلى أولمرت وليفني وباراك بتحديد موعد ومكان الرد الإسرائيلي في أعقاب انتهاك حماس لشروط التهدئة والاعتداءات المستمرة على سكان جنوب البلاد" مشيرا إلى أنه "يتلقى رئيس الوزراء تقارير باستمرار عن غارات سلاح الجو في قطاع غزة".
وقال باراك "إن العملية العسكرية سوف تتواصل وتتوسع وفقا للتقيمات الدوائر الأمنية والعسكرية وتطور الأوضاع ميدانيا".
ودان الرئيس الفلسطيني محمود عباس المجزرة الإسرائيلية وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة ،إن الرئيس عباس يدين بشدة العدوان الغاشم الذي تشنه إسرائيل حاليا على قطاع غزة".
وأضاف "الرئيس يطالب الحكومة الإسرائيلية بوقف هذا العدوان فورا لتجنيب أبناء شعبنا ويلاته، كما يطالب المجتمع الدولي بالتدخل لوقف هذا العدوان".
ودان رئيس الوفد الفلسطيني إلى مفاوضات الحل النهائي أحمد قريع، لدى تبرعه بالدم في مستشفى في رام الله العدوان واصفا ما جرى بأنها مجزرة بشعة ووحشية تستدعي تدخل العرب والمجتمع الدولي فورا لوقف هذا الجنون الإسرائيلي.
وأدان رئيس الوزراء سلام فياض بشدة العدوان على غزة. وطالب بوقفة فوراً مؤكدا على "أن الحكومة في حالة اجتماع طارئ لمتابعة تطورات الأوضاع في القطاع جراء الهجوم الإسرائيلي".
ودانت منظمة التحرير الفلسطينية المجزرة وقال أمين سر اللجنة التنفيذية ياسر عبد ربه في مؤتمر صحفي "إن القيادة الفلسطينية تدعو إلى وقف العدوان على غزة فورا ودون إبطاء أو شروط ،وإن القيادة تجري اتصالات عاجلة مع الجهات العربية والدولية للتدخل الفوري لكي يتوقف العدوان بشكل عاجل".

تسلم ايديك يا مان

» استمرار فتح معبر رفح أمام المرضى الفلسطينيين
» عبور وفد حركة حماس للقاء عمر سليمان بالقاهرة
» إحباط تسلل 10 أفارقة إلى إسرائيل
» إحباط تسلل 6 إفريقيات إلى إسرائيل
» هل بدأت محاكمة المطرب تامر حسنى؟