لأهلى والزمالك.. أو"القمة 104" للكرة المصرية اليوم.. لا نلحظ لها أى
"قواعد" حقيقة تجعل منها قمة العروض أو قمة اللعبة فى مصر.. فبصرف النظر
عن تلقائية وصفها بالمباراة الأكبر التى تتكرر مرتين فى الموسم لأسباب
تاريخية وجماهيرية وإعلامية.. فإن أسس اعتبارها اليوم كقمة حقيقة ربما
تكون غائبة.. اللهم إلا لو اعتمد الفريقان نظرية الاستمتاع باللعب
الإيجابى وإشباع رغبات جماهير الفريقين.
على مستوى المنافسة.. الفارق كبير بين الأهلى المتصدر والزمالك الذى
يتأرجح موقعه بين المنطقة الخطرة والمنطقة الآمنة ولا يفصله عن أحدهما سوى
خطوة قصيرة.. إذن جدول الترتيب لا يصلح أن يمنح مباراتهما اليوم صفة
القمة.. وعلى المستوى الفنى هناك حقيقة أن المقارنة بين لاعبين تختلف عن
المقارنة بين فريقين .. ولو اقتصرت المقارنة على اللاعبين، فإن ميزان
القوى يكاد يعتدل فى الطرفين ويسمح لنا بأن نسميها قمة النجوم مثلا.. أما
إذا كانت المقارنة بين فريقين يسعيان للفوز وتكتمل لهما عناصر الأداء
الجيد، فإن وصف المباراة بالقمة يكون مجاوزاً الحقيقة، لأن الأهلى استقر
فنيا وخططيا متأثراً بميراث مانويل جوزيه فى توفير الحد الأدنى على الأقل
من متطلبات الأداء الجماعى والقدرة على غلق الملعب والتوازن بين الدفاع
والهجوم.
أما الزمالك فى المقابل فلم يعثر على استقراره الفنى كفريق فى طريقة اللعب
ومتطلبات الأداء الجماعى لكثرة تغيير المدربين.. وبالتالى يصعب أن تكون
المباراة قمة بين فريقين تجمعهما ندية.
وعلى صعيد الحالة النفسية التى لا ينكر أحد تأثيرها المباشر على اللاعب
المصرى.. من السهل أن نمنح الأهلى ميزة الاستقرار النفسى وارتفاع
المعنويات بعد تجاوز المرحلة الانتقالية بنجاح وصدارة جدول الترتيب..
مقابل حالة نفسية سيئة فى الزمالك بسبب تكرار الهزائم بدون الإمساك
بالأسباب الحقيقة وهذا يرتبط بحجم الثقة الذى يتمتع به كل فريق وهو
بالتأكيد لصالح الأهلى..
وإذا اعتبرنا الجمهور قاعدة أساسية فى اعتبارات القمة فإن جمهور الأهلى
أكثر ثقة فى فريقه من جمهور الزمالك وإقباله على المباراة سوف يكون أكثر
ليحظى فريقه بتفوق ملموس فى المدرجات.. ويبدو من ذلك أن القمة بلا قواعد
حقيقية لأن الميزان يبدو مختلا.. لكن الوصول المفاجئ لحسام حسن قد يقلب
الموازين ويحسن الفوارق ويضع قواعد مغايرة للقمة.. هذا هو الذى يراهن عليه
الجمهور الزملكاوى بأن يتغير شكل المدرجات، وأن تتغير طريقة اللعب وأن
ترتفع المعنويات، وأن تكون بصمة "العميد" سريعة فى هذا التوقيت القصير..
ويمكن أن تتغير النظرة إلى المباراة ونعتبرها تجاوزا قمة مكتملة القواعد..
لو قدم الأحمر والأبيض جديدا يزيل ألم الخروج الحزين من مونديال 2010.
نظرة فنية فى صفوف الفريقين ..
فى المعسكر الأحمر: نجد الأهلى بدون أنياب هجومية لغياب معظم عناصره
الأساسية فى خط الهجوم للإصابة مثل محمد أبوتريكة وعماد متعب والليبيرى
فرانسيس ومحمد بركات، ولم يتبق سوى محمد فضل وأحمد بلال ومحمد طلعت وأسامة
حسنى وهانى العجيزى وجميعهم بعيدون عن الفورمة الفنية والبدنية، اللهم إلا
محمد فضل الذى بدأ يستعيد مستواه وقت أن كان فى الإسماعيلى خطوة خطوة..
لذا فلن يكون أمام حسام البدرى سوى الاعتماد على الانطلاقات من الخلف
للأمام والتركيز الأكبر سيكون على أحمد حسن "فاسوخة" الأهلى فى المباريات
الماضية من خلال الأهداف المؤثرة التى أحرزها وآخرها هدف الاتحاد الذى
أنقذ الأحمر من هزيمة محققة.
كما ركز البدرى أيضاً على الأجناب مع الاعتماد على الانطلاقات الهجومية من
الأطراف سيد معوض وأحمد على.. فى الوقت نفسه يسعى البدرى لتأمين منطقة
الوسط عن طريق فرض رقابة لصيقة على نجم الزمالك شيكابالا للحد من خطورته
وانطلاقاته المؤثرة من عمق الملعب والأطراف، وكلف البدرى لاعبه حسام عاشور
ليكون ظلا لشيكابالا المحور الأساسى لأداء الزمالك فى أى مكان يتواجد فيه
داخل الملعب.
ويعتمد المدير الفنى للأهلى على خبرة لاعبى خط الدفاع وائل جمعة وأحمد
السيد وشريف عبد الفضيل فى التصدى للهجوم الزملكاوى وشل تحركاتهم مع
الاعتماد على القوة فى الأداء لإرهاب مهاجمى الزمالك.
بعيداً عن النواحى الفنية.. البدرى يعتبر القمة أول تحد حقيقى له كمدير
فنى للأهلى، والجميع ينتظر النتيجة التى سيحققها فى هذه المباراة لإثبات
قدراته وجدارته بأن يكون الرجل الأول فى الأهلى .. كل ذلك رغم محافظته على
صدارة قمة الدورى للأهلى، إلا أن كل ما فات من مباريات "كوم" ومباراة
القمة "كوم" آخر.. وهو الأمر الذى جعل البدرى يعول كثيراً على هذا اللقاء
ويطالب لاعبيه بضرورة تحقيق الفوز وليس أى شىء غيره.
فى المعسكر الأبيض: صفوف الفريق شبه مكتملة باستثناء المهاجم الدولى عمرو
زكى الذى تم استبعاده فى اللحظات الأخيرة بسبب نزلة البرد الشديدة التى
تعرض لها وجعلته غير على قادر المشاركة فى المباراة رغم المحاولات العديدة
التى بذلها الجهاز الطبى للفريق لتجهيز اللاعب من الإصابة بمزق فى العضلة
الخلفية التى تعرض لها فى المباراة الفاصلة أمام السودان، على أمل أن
يتواجد على الأقل على دكة البدلاء كورقة رابحة، إلا أن نزلة البرد قضت على
أية آمال فى إشراكه.
الزمالك يدخل مباراة القمة اليوم بقوة دفع كبيرة متمثلة فى الروح والحماس
الكبير الذى حاول حسام حسن زرعه فى اللاعبين خلال الأيام الأخيرة.
ووضح أن العميد سيخوض المباراة تحت شعار الفوز أو التعادل على أقل تقدير
إذا ما وضع فى الاعتبار الظروف التى يمر بها فريقه وعدم مرور وقت طويل على
قيادته للفريق، وهو ما وضح من خلال اهتمامه الكبير بالنواحى الهجومية فى
التدريبات وتركيزه على زيادة الجرعة التدريبية للمهاجمين ميدو وشريف أشرف
واحمد جعفر وشيكابالا.
ومن المنتظر أن يؤدى الزمالك المباراة باتزان وتنوع ما بين الهجوم والدفاع
وهو ما يجعل هناك دور كبير على لاعبى الوسط حسن مصطفى وإبراهيم صلاح
المرشحين الأبرز للعب فى خط وسط الفريق فى الربط بين خطوطه مع التعليمات
لهما بعدم الاحتفاظ بالكرة وتمريرها سريعا مع فتح مساحات واسعة فى منطقة
وسط الأهلى وتنويع الكرات على طرفى الملعب.
وطالب حسام لاعبى الوسط بتجنب تمرير الكرات العالية وضرورة التمرير الأرضى
لتحاشى أطوال خط دفاع الأهلى الذين يجيدون التعامل مع الكرات العالية بعكس
الحال مع الكرات الأرضية.. كما منح حسام حسن تعليمات مشددة لحسن مصطفى
بمراقبة احمد حسن جوكر الأهلى كظله والتحرك معه فى أى مكان يتواجد به داخل
الملعب بكرة وبدون كرة.
ويركز العميد فى خطته على الدور الكبير الذى سيلعبه صاحب المهارات الأبرز
شيكابالا فى تشكيل خطورة حقيقية على مرمى الأهلى من خلال انطلاقاته من كل
أرجاء الملعب وإمداد المهاجمين بالكرات العرضية والطولية، فضلاً عن
اختراقاته الشخصية من العمق باستغلال مهاراته الخاصة فى المراوغة، وشدد
حسام على شيكابالا بعدم التفاعل مع أى هتافات سلبية من جانب جماهير
الأهلى، وطالبه بهدوء النفس وسد أذنيه عن أى هتافات حتى يستطيع التركيز فى
الملعب.
ويأتى خط هجوم الزمالك الممثل فى أحمد حسام "ميدو" وشريف أشرف وأحمد جعفر
ليكون أحد الأوراق الهامة التى يعتمد عليها العميد فى تحقيق الفوز عن طريق
استغلال أنصاف الفرص وعدم الرعونة أمام المرمى، وطالب حسام المهاجمين
بضرورة التمركز فى منطقة جزاء المنافس وعدم النزول كثيراً لخط الوسط
لهدفين، الأول عدم ضياع جهودهم بالتحرك فى مساحات غير مطلوب تواجدهم فيها
والثانى لإجبار مدافعى الأهلى على عدم التقدم للأمام وتحقيق زيادة عددية
فى منطقة وسط الزمالك.
التشكيل المتوقع للفريقين
الأهلى: أحمد عادل عبد المنعم ووائل جمعة وأحمد السيد وسيد معوض وأحمد على وجيلبرتو وأحمد حسن و محمد طلعت ومحمد فضل.
الزمالك: عبد الواحد السيد ومحمود فتح الله وهانى سعيد وأحمد مجدى ومحمد
عبد الشافى وحازم إمام وإبراهيم صلاح وحسن مصطفى ومحمود عبد الرازق
"شيكابالا" وأحمد حسام "ميدو" وشريف أشرف.