شهدت محكمة جنح العياط فى ثانى جلسات محاكمة المتهمين المتسببين فى وقوع
حادث قطارى العياط حضورا إعلاميا واسع النطاق، بينما فرضت قوات الأمن
المركزى كردونا أمنيا حول المحكمة.
ووجهت المحكمة للمتهمين الثمانية وحيد كامل موسى قائد القطار 152، وخالد
رجب بكرى مساعد قائد القطار 152، وحسام الدين عبد العظيم كمسارى القطار
152، ورمضان جابر مرسال الكمسارى الخلفى بقطار 152، وأمير حليم حكيم قائد
القطار 188، وبباوى عياد إسحاق مساعد قائد القطار 188، وحسن على محمد
مراقب الحركة المركزية، وبدر معتصم بدر مراقب برج مراقبة كفر عمار، خمسة
تهم، تمثلت الأولى فى وفاة 19 ضحية.
والتهمة الثانية فهى تبديدهم الأموال العامة المعهودة إليهم، ووجه لسائق
القطار رقم 188 تهمة عدم الانتباه إلى القطار الأول الذى تعطل قبله، ووجه
لعاملى برج المراقبة تهمة مغادرة مكان عملهم قبل انتهاء مواعيد العمل مما
تسبب فى الحادث.
أما التهمة الثالثة فكانت تسببهم فى إصابة كل من المجنى عليهم سوزان
عطية، و34 مصابا آخرين، أما التهمة الرابعة فهى التسبب دون عمد فى حدوث
حادث بين وسائل النقل البرى، بينما كان آخر اتهام لهم هو تسببهم فى إلحاق
ضرر كبير بأموال هيئة السكة الحديد والتى قدرت بـ900 ألف جنيه نتيجة
الحادث.
بينما أكد ممثل النيابة العامة أمام القضاء أن إهمال المتهمين هو السبب
الرئيسى فى الحادث، مؤكدا أنه ثبت من تقرير الطب الشرعى أن سائق القطار
الأول يتعاطى مخدر الحشيش، وأن عامل برج المراقبة القريب من مكان الحادث
غادر البرج قبل موعده بأربع ساعات مما كان سببا قويا فى وقوع الحادث، ولفت
الانتباه إلى أن فترة تعطل القطار الأول استمرت 18 دقيقة و44 ثانية وهو
وقت كاف لإبلاغ القطار القادم بعده على نفس الشريط الحديدى بالعطل، وأن
الموظفين لم يقوموا بتركيب الكبسولات للإشارة بأن هناك خطرا حتى يتوقف
القطار القادم، الأمر الذى كان سببا فى عدم انتباه القطار الثانى إلى تعطل
الأول.
وأضاف ممثل النيابة أن الجرارات كانت صالحة تماما وليس بها عيوب كما ادعى
المتهمون بدليل عدم تجديدها بعد الحادث، وأن عامل برج المراقبة حاول
الاتصال بسائق القطار 188 إلا أن سائقه لم ينتبه إلى الاتصال لمدة 10
دقائق طبقا للصندوقين الأسودين للقطارين، واختتم ممثل النيابة مرافعته بان
المتهمين الرابع والسابع اعترفا فى النيابة بإهمالهما فى أداء عملهما.
استمعت المحكمة إلى دفاع المتهمين الذين طالبوا باستدعاء منصور وكبار
مسئولى السكة الحديد لأنهم السبب الأول فى الحادث، مؤكدين أن إهمال الهيئة
فى توفير "مزلقان" بكفر الرقة، جعل صاحب "الجاموسة" يعبر السكة الحديد
مباشرة، الأمر الذى أسفر عن اصطدام القطار بها لتحدث الكارثة بعد ذلك.
على الجانب الآخر احتشد أهالى المتهمين الذين حاولوا إبعاد كاميرات
التصوير عن أقاربهم، واعتدوا بالضرب على الصحفيين ودخلوا فى اشتباكات مع
قوات الأمن.