الجبلى يطالب "الصحة العالمية" باعتماد اللقاحات الجديدة للأنفلونزاطالب الدكتور حاتم الجبلى وزير الصحة منظمة الصحة العالمية، بإسراع وتيرة
الجهود نحو اعتماد اللقاحات الجديدة لأنفلونزا H1N1 فى أقرب وقت ممكن،
وتأكيد سلامتها وأمانها وفاعليتها، ثم الاستمرار فى متابعة ومراقبة
أعراضها الجانبية المحتملة.
وقال الجبلى فى كلمته التى ألقاها اليوم فى اجتماع الدورة السادسة
والخمسين للجنة الإقليمية لشرق المتوسـط والذى يعقد بمدينة فاس بالمملكة
المغربية فى الفترة من 5 إلى 8 أكتوبر الجارى: "لابد من الاستعداد جيداً
لجميع احتمالات تطورات وباء أنفلونزا الخنازير، إننا نتعامل مع فصيل جديد
لفيروس الأنفلونزا قابل للتحور ليصبح أشد خطورة على صحة الإنسان".
وشدد الجبلى على عدم نسيان مرض أنفلونزا الطيور، قائلا إنه لا يجب أن
يشغلنا الاهتمام الحالى بأنفلونزا الـH1N1 عن متابعة تطورات أنفلونزا
الـH5N1، لاسيما وأن أنفلونزا الطيور أكثر خطورة على صحة الإنسان، وتبلغ
معدلات الوفيات الناجمة عن الإصابة بأنفلونزا الطيور 59%، بينما تبلغ
معدلات الوفيات الناجمة عن الإصابة بأنفلونزا الـH1N1 حوالى 1.2%.
ودعا الجبلى إلى الالتزام بمبادئ العدالة والإنصاف والمساواة كركائز
ضرورية لمواجهة هذا التهديد الملموس للأمن الصحى لإقليم شرق المتوسط بل
والعالم بأسره. وقال "نحن الآن نقف أمام نقطة مفصلية مهمة من مراحل تطور
الوباء، فالموجة الأولى للوباء آخذه فى الانحسار تدريجياً مع انتهاء فصول
الصيف، بينما تلوح فى الأفق علامات الموجة الثانية مع قدوم فصول الخريف،
ويتوقع أن تبلغ هذه الموجه ذروتها خلال فصول الشتاء، وهذا يتطلب منّا
جميعا تقييم المرحلة الماضية، والاستعداد والحذر دون تهاون أو تراخ لمرحلة
جديدة قادمة قد تكون أعتى وأشد".
وقال الجبلى إن الأوضاع الراهنة الخاصة بإنتاج اللقاحات والأدوية المضادة
للفيروس، وآلية توزيعها، والتحقق من سلامتها وأمانها لا تلبى مصالح الدول
النامية والأقل نموا، ولا تضمن حقوق شعوبها فى الحصول على هذه الأدوية
واللقاحات بكميات مناسبة فى توقيتات مناسبة وبأسعار مناسبة.
وأضاف "لقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أن توفير اللقاحات له آثاره
الكبيرة فى إطار إستراتيجية الوقاية من الوباء، وذكرت أن الإنتاج العالمى
لا يكفى لتلبية احتياجات سكان العالم، ونحن نتفق معها فى هذا الرأى. وليس
من العدالة الصحية أن تتكالب الدول المتقدمة على حجز الإنتاج العالمى
لحسابها، وتترك شعوب الدول النامية والأقل نموا فريسة للمرض، وعرضة لمخاطر
الوباء".
وقال الوزير إن هذه الأوضاع غير العادلة الخاصة بإنتاج وتوزيع لقاحات
الأنفلونزا H1N1 تمثل انتهاكا صارخا لمبادئ ومواثيق الأمم المتحدة، ومنظمة
الصحة العالمية، وحقوق الإنسان الصحية، والتى تمثل التزاما دوليا على
الجميع، وتؤكد بصورة واضحة لا لبس فيها على العدالة والمساواة وعدم
التمييز بين جميع الدول والشعوب والمجتمعات، لافتا إلى أن المادتين 55 و56
من ميثاق الأمم المتحدة تنصان على المساواة فى الحقوق بين الشعوب، وتعهد
جميع الأعضاء بالتعاون لتيسير الحلول للمشاكل الصحية الدولية، كما أن
دستور منظمة الصحة العالمية يؤكد على الحق فى الحصول على أعلى مستويات
الرعاية الصحية باعتباره أحد الحقوق الأساسية لكل إنسان دون تمييز بسبب
العنصر أو الدين أو الحالة الاقتصادية أو الاجتماعية، وأن صحة جميع الشعوب
أمر أساسى لبلوغ السلم والأمن.
وقال الدكتور حاتم الجبلى إن "مطالبنا العادلة فى هذا الصدد تتمثل فى خلق
موارد جديدة وآليات تمويل ميسّرة لمساعدة الدول النامية والأقل نموا على
توفير لقاحات وأدوية الوباء لمواطنيها، إضافة إلى تطوير آليات توزيع أكثر
عدالة وشفافية للإنتاج العالمى من اللقاحات، بما فى ذلك تخصيص حصة أو نسبة
من هذا الإنتاج لحساب الدول النامية والأقل نمواً".
وفى ختام كلمته قال "إن مصر ستواصل التنسيق مع دول الأقليم والمجموعات
الجغرافية المختلفة، وتقديم خبراتها والدروس المستفادة، مع الاستمرار فى
دعم جهود منظمة الصحة العالمية والأمم المتحدة لمواجهة الوباء وفقا لمبادئ
العدالة والإنصاف والمساواة بين جميع الدول والشعوب والمجتمعات".