من السعودية إلى الأردن مباشرة، انتقل وزير الخارجية أحمد أبو الغيط
والوزير عمر سليمان للقاء رئيس السلطة الفلسطينية، فى ظل تحركات مصرية قال
السفير حسام زكى المتحدث باسم وزارة الخارجية إنها تهدف إلى تأمين التوافق النهائى لإنجاز المصالحة الفلسطينية، والتوافق مع القيادة الفلسطينية حول الخطوات المقبلة فيما يتعلق بمسار
العمل
السياسى التفاوضى لتسوية القضية الفلسطينية، ولكن هل تستطيع مصر إنهاء
الملف الفلسطينى بشقيه الداخلى والتفاوضى؟، خاصة فى ظل اتجاه حركتى فتح
وحماس إلى إنهاء الصراع الدامى بينهما بمصالحة تؤكد القاهرة أنها ستكون فى
الأسبوع الأخير من الشهر الجارى.
بداية قال السفير عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية سابقا إن المشكلة
الأساسية بين الطرفين هى فتح وحماس، فحماس ترى أن حركة فتح متعاونة مع
إسرائيل، ووقفت ضد تقرير جولدستون، بل وساعدتها على تأجيله، بالإضافة إلى
أن السلطة الفلسطينية الحالية غير متمسكة بحق العودة للاجئين وكل ما
يعنيهم هو جلوسهم مع نتنياهو، مشيراً إلى أن أبو مازن يسعى فى الوقت
الحالى لتوقيع اتفاق سلام مع إسرائيل، وفى المقابل حماس تطالب بحقوقها
وتطالب بأشياء كثيرة وليس لديها القوه لتحقيق هذه المطالب.
وأكد الأشعل أنه برغم الأجواء الإيجابية من توصل القاهرة إلى إقناع
الفصائل الفلسطينية بالتوقيع على المصالحة الفلسطينية نهاية أكتوبر
الجارى، إلا أن فتح وحماس أبديا موافقتهما على الورقة المصرية وفقاً
لمصلحة كل فصيل، فحماس تريد تحقيق مكاسب على حساب أبو مازن الذى يسعى إلى
إجراء الانتخابات الفلسطينية قبل المصالحة، على عكس ما تقوله الورقة
المصرية وهى المصالحة قبل الانتخابات بالاتفاق بين الطرفين.
وقال الأشعل إن التحركات المصرية الأخيرة تهدف إلى حماية الأمن القومى
المصرى، خاصة أن استمرار الخلاف بين الفصائل الفلسطينية يهدد بعواقب خطيرة.
ومن جهته قال د. عماد جاد رئيس قسم الدراسات الإسرائيلية بمركز الأهرام إن
من الواضح أن مصر راضيه عن موقف حركه حماس تجاه الورقة المصرية وهم الآن
فى انتظار رأى فتح النهائى على الاقتراح المصرى ومصر تأمل أن يكون موقف
فتح إيجابيا، مشيراً إلى أنه لا يوجد اعتراض من أبو مازن على الورقة
المصرية ولكن لديه بعض التحفظات.
الدكتور جهاد عودة أستاذ العلاقات الدولية جامعة حلوان يرى أن أبو مازن
لديه بعض التحفظات من سلوك حماس، سيقوم بطرحها على المسئولين المصريين
اليوم فى العاصمة الأردنية عمان، وغالبية هذه التحفظات تعود إلى أن أبو
مازن يريد إتمام الانتخابات فى وقتها المحدد سلفاً قبل العشرين من يناير
المقبل، لافتاً إلى أن الوزيرين سيعملان على تطمين أبو مازن من التخوفات
التى تمتلكه من إتمام المصالحة فى الوقت الحالى بصورتها الحالية.