اصطباحة ... بلال فضل

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


عندما يقول لكم قائل ان مصر خيرها على الكل , ارجوكم لا تتسرعوا بالرفض او التهكم , فمصر فعلا خيرها على الكل , كل من حكمها , لم تنل مصر من خيرها ما ناله حكامها وانجالهم و الذين تشددوا لهم و لانجالهم , لذلك لا تعجب ان رايت هؤلاء جميعا يتحدثون بعصبية عن اولئك الذين لا يحبون مصر والذين لا يريدون لها الخير , الخير
الذى غرقوا فيه واغرقوا مصر وابنائها الذين قضوا عمرهم هاتفين او صامتين على الحاكم تلو الاخر املا ان ينالهم نصيب من خير مصر الذى امنوا به ولم يروه .
استثن الرئيس محمد نجيب , الذم لم يدم كثيرا على كرسى الحكم لذلك مات فقيرا وعاش ابناؤه واحفاده من بعده فقراء مدقعين , بينما اكل مثات الصحفيين على قفاهم عيشا فى موضوعات تحكى مأساتهم ولو بيعت بالكيلو لاغنتهم .
وانظر الى جمال عبد الناصر الذى لم ير فقراء مصر عزا كالذى شهدوه فى عهده , كيف لا وقد كان ابوه بوسطجيا على اد الحال , لن نلتفت الى ادعاءات اعدائه المبتذلة , بانه كان يخجل من مهنة ابيه وانه منع اغنية البوسطجية اشتكوا , سنكذبهم بصورة ناصر وهو يسير الى جوار ابيه الذى لم تغير سلطة ابنه من مظهره البسيط , سنكذبهم بمئات الحكايات الموثقة عن الجبنة القريش التى لم يكن يأكل غيرها , والخزنة الفاضية التى تركها عن موته , واموال الدولة التى لم ينهبها ولم يورثها لابنائه , بلا لن ندخل معهم فى نقاش حول كل هذا فقدر رحل ناصر وافضى الى ما قدم , لكن سننشغل
بأسئلة عصية وعصيبة تهمنا اكثر .
سنسال عما انتهت اليه ثورة يوليو بعد عبد الناصر , سنسال عن الفقراء الذين يطفحون الدم عمرا بحاله على تعليم ابنائهم
ليرفضوا بعدها فى الوظائف المحترمة والسيادية , لانهم ليسوا اد المقام , سنسال سؤال لم يحرم مع احترامنا لحرمات الجميع , هل يمكن ان تناسب عائلة جمال عبد الناصر اليوم بوسطجيا كالجد او شابا على اد حاله لا يمتلك سوى طموحه وذكائه وحبه لجمال عبد الناصر .
على راى ابونا صلاح جاهين " خلى المكنجى يغير المنظر " وانظر الى بطل الحرب والسلام انور السادات الذى كان يفتخر بايم الفقر فى القرية التى لم ينس ابدا اخلاقها , السادات الذى كان يفتخر بانه اضطر الى ان يعمل شيالا وشغالا فى الفاعل وسائق لوارى , قل لى اين يعمل ابناؤه واحفاده وفى اى قرية من قرى الساحل الشمالى يضيق خلقهم ؟ استثن افراد الفرع الفقير الذين جار عليهم الزمن , وحدثنى عن الخير الذى اسبغته مصر على أل السادات بمن فيهم بعض اقاربه الذين وقفوا خلف القضبان يوما ما متهمين بالفساد , ثم كانت مصر كريمة معهم لدرجة انها يا عينى تجلس الان لتستمع الى رؤيتهم للاصلاح .
لن اطلب منك تغير المنظر وانت تنظر الى الرئيس محمد حسنى مبارك , فقد اختفى المكنجى المختص بتغيير المنظر فى ظروف غامضة , وتركنا لصورة ثابتة لا تتغير يحتلها حاكم اعلن وبكل فخر انه كان اقصى احلامه ان يكون سفيرا لمصر فى لندن .
ومع ذلك فانه محاط الان بأناس يعتقدون ان مصر لا يمكن ان تعيش من غيره , ويلعنون كل من يعارضه لانهم لا يقدرون تضحيته من اجل مصر بكل متع الدنيا , يمكن ان تذهب الى السجن لو ظننت ان مصر ستون بخير لو لم يحكمها .
ويمكن الاتذهب الى السجن فقط لانه لم يرد لك ان تذهب , ابنه الاصغر الذى مرة فاته الباص بتاع المدرسة وركب تاكسى وهو يحدث نفسه انه سيحدث مصر وانه سينقذها ويطورها ويريها العز التى لم تره فى ايام والده , ومصر نفسها لم تستطع ان تقول له ان مصر اكبر منه بكثير .
ابناء عبد الناصر والسادات ومبارك يعتقدون انهم يستحقون كل ما نالوه من خير مصر , لان ابائهم اعطوا مصر الكثير وضحوا بحياتهم من اجلها , ومصر للاسف لن تفكر ابدا ان تسالهم عن الخير الذى نالته فى ايديهم , ليس لانها لا تعرف الخير الذى نالها جميعا على يديها , وليس لانها خجلى من تذكيرهم كيف سيكون حالهم لو يم يحكمها اباءهم , بل لان مصر تعرف ربنا كويس ولذلك فانها دائما تسلم امرها لله .. ونعم بالله


بلال فضل
المصرى اليوم
الثلاثاء 29/9/2009