قصة : غريبة فى هذه الحياة ........ ارجو التثبيت

سرت وانا لا اعرف الى اين .... نصف يقظة ؛نصف نائمة .. كالتائهة تماما .. سرت على غير هدى حتى وجدت نفسى فى محطة قطار يطلق صفارته استعدادا لمغادرة المحطة . وجدت نفسى اركبه والقى بجسدى فى احدى عرباته وهو يوشك على التحرك.....

لم اكن اعرف الى اين ذاهبة ... كنت اريد ان اهرب من مثوى ذكرياتى ومن نفسى اهرب الى مكان اخر..

القيت بجسدى فى مقعد لم يكن به احد .. لم اعد احس بالحزن او بأية عاطفة اخرى كأننى نسيت كل شئ عن حياتى الماضية وعن حياتى المقبلة ...

انطلق القطار يشق طريقه ودوى عجلاته يبدد السكون السائد
كل ماكنت اتمناه ساعتها . وصوت حركة العجلات الرتيب يطرق سمعى انا يحملنى هذا القطار الى مكان بعيد .......
بعيد جداااااا الى عالم خال من الآلم والحزن والتعاسة
القطار يقف فى المحطات ثم يتحرك وانا لا احس بوقوفه ولا بسيره ..كنت شاردة تماما عن كل ما حولى .

وانتبهت من شرودى على سيدة تدخل قابلة على وجلست امامى ... كانت فى متقبل العمر وجميلة وان كان التعب يبدو على وجهها عيناها ذابلتان مجهدتان
اشحت بوجهى الى نافذة القطار وقع بصرى على الليل واخذت اتطلع الى النجوم الخافقة على الصفحة المظلمة (السماء).. افكر فى المجهول ؛ وفى الموت ؛ وفى اعمارنا القصيرة

ووقع بصرى على بعض البيوت وعلى انوار خافتة تبدو من خلف نزافذ مغلقة .... لا شك ان خلف هذه النوافذ المغلقة ازواجا ساهريين يتسامرون او ينعمون برشفات من رحيق الحب فى سكون الليل ؛ولا يعرفون ما يأتى به الغد ؟ او ما يحدجث بعد دقائق ...
هل هو موت او حياة ؟! هل هو فراق الى الابد او لقاء لا فراق بعده ؟
هل هى سعادة او شقاء ؟!

ونزلت من عينى دموع ... ظلت طوال النهار ممتنعة على ... كم حاولت ان انفس عن صدرى وابكى ؛لكن الدموع كانت محتجزة متحجرة فى عينى . وابت ان تستجيب لى .. والآن سقطت فجأة وسالت على وجهى فى صمت ...

بكيت وانا لا ادرى لماذا ابكى ! لماذا انا فى القطار فى هذه الساعة الى اين انا ذاهبة ...؟

اشحت بوجهى احاول اخفاءها عن نظرات السيدة الجالسة امامى ؛ لكننى لاحظت انها ركزت نظرتها على ؛ لاتكاد ترفع عينيها عن وجهى ....

انتقلت السيدة الى المقعد بجانبى وسالتنى عما بى وهل هناك ما يؤلمنى ؛ وانا لا اجيب عليها وفتحت حقيبتها وتناولت زجاجة عطر ورشت منها على وجهى فاسترددت هدوئى وتمتمت لها شاكرة
فقالت لى فى حنان

كان القطار قد وصل فغادرنا معا وعند باب المحطة الخارجى مددت يدى سلمت عليها مودعة وهى تبسمت لى وقالت

قلت لها فى ابتسامة -لقد ازلت عنى هما كبيرا واشكرك على وقتك واتمنى لكى حياة طيبة و أستودعك الله .....

قصة جميلة جدا يابوكي
تسلم ايدك