شعب طيشة ... سحر الموجى .. 4/10/2009

بسم الله الرحمن الرحيم

شعب طيشة

عجيب والله رئيس وزرائنا الدكتور نظيف الذى صرح فى مؤتمر البورومنى بأن :" ليس من المرجح ان يختار الحزب الوطنى مرشحا لانتخابات الرئاسة فى 2011 فى لمؤتمر المقبل للحزب فى شهر اكتوبر الجارى "
كما اضاف :" انه لا يوجد اتجاه لاختيار الرئيس مبارك فى الوقت الحالى "
لو وضعنا السطرين بجانب بعضهما البعض لوجدنا العجب العجاب , فكيف يصرح رئيس الوزراء بانه ليس من المرجح اختيار الحزب الوطنى مرشحه للرئاسة هذا الشهر , كما انه لا يوجد اتجاه لاختيار الرئيس مبارك فى الوقت الحالى ؟
هل يعنى هذا ان الحزب حيص بيص ولا يعرف له راسا من قدمين ؟
ام ان هذا التصريح يعنى اننا شعب طيشة لا ناقة لنا ولا جمل فيمن يحكموننا , ولا يجب ان نعرف اسم مرشح الحزب الوحيد فى مصر الا قبل الانتخابات بدقائق معدودة , يعنى يا دوب نلبس حاجة عالبيجامة ونجرى ننتخب ؟!!
ربما تبدو المقارنة سخيفة بل مستفزة لو اننا تأملنا الانتخابات الامريكية التى يتابعها كل الشعب الامريكى , ويشارك في كل مراحلها من اول متابعة مرشحى كل من الحزبين الكبيرين " الجمهورى " و " الديمقراطى " والصراع المحتدم بين مرشحى كل حزب حتى النتائج الاخيرة للانتخابات .
ففى الانتخابات الامريكية الاخيرة كان من الواضح فى نوفمبر 2006 " اى عامين كاملين قبل الانتخابات " ان ابرز مرشحى الحزب الديمقراطى فى الانتخابات هما هيلارى كلينتون و باراك اوباما كما كان واضحا فى يونيو 2008 اى قبل الانتخابات فى نوفمبر 2008 بخمسة شهور ان اوباما هو من سيمثل الحزب الديمقراطى فى انتخابات الرئاسة .
لا يوجد فى القاموس السياسى الامريكى " من المرجح الا " ولا " يوجد اتجاه لاختيار فلان " .
وتعامل الحكومة معنا على اننا شعب طيشة ليس امرا جديدا , وان كان يجب الانعتبره شيئا عاديا , فالحكومة لانها الكبيرة وعارفة مصلحتنا فيجب ان تكون القرارات والقوانين مفاجأة للشعب .
صحيح ان رجل الحكومة ثقيلة شوية فى موضوع مرشح الحزب الوطنى للرئاسة , لكنها بخفة فراشة فى اصدار التشريعات والقوانين البنكية و القرارات المتعلقة بالاستيراد والتصدير التى تهبط على رؤوسنا فجأة , وتطبف بأثر رجعى وهو ما ادى لخراب بيوت وشركات .
أتذكرون يوم اخر ارتفاع لسعر البنزين : لقد ظللنا نسمع الشائعات والحكومة تنفى , ونتكهن والحكومة عاملة مش واخدة بالها , الى ان جاء اليوم الاخير الذى عرف فيه حتى اصحاب محطات البنزين ان سعر البنزين قد ارتفع .
ولو كنت سألتهم فى العاشرة صباحا فى هذا اليوم لقالوا لك انهم لم تصل لهم حتى الان انباء مؤكدة , فقد جاءهم الخبر مثلهم مثل المستهلكين بعد العاشرة بساعات قليلة رغم ان ارتفاع سعر البنزين يترتب عليه تفاصيل اقتصادية لها علاقة بسلع وخدمات تمس كل الناس .
طيب وهنروح بعيد ليه ؟ , فلنا فى ازمة دخول المدارس فى مصر مقل اخر يمس كل البيوت المصرية , حيث الاباء والامهات قاعدون فى انتظار خبر مؤكد بعد التاجيل الذى جاء فجاة ايضا .
ستقولون ولكننا هنا نتعامل مع وباء , وساقول لكم ان اخبار الوباء هى من الاخبار النادرة الى تنعم بشفافية لا محدودة , اى ان الحكومة ان تعلم ان هناك وباء اسمه انفلونزا الخنازير ومع ذلك لم تتحرك اكوام القمامة من مكانها ولكن يجب علينا ان نغسل يدينا قبل الاكل وبعده , وان نمسى بزجاجة ديتول لتنظف بها شوارع وحوارى مصر .
كلمة اخيرة للدكتور نظيف الذى قال فى نفس التصريح ان مسألة اختيار نائب للرئيس تعتبر ازدواجية فى المعايير , وحين يكون هناك خليفة معين سيقولون اين الديمقراطية ؟ واين حق الشعب فى الاختيار ؟ .
هل يقصد رئيس وزراء مصر ان الرئيس مبارك قد جاء الى الحكم بشكل غير ديمقراطى , لأنه كان نائبا للسادات وان السادات قد جاء دون ان يمارس الشعب حقه فى الاختيار ؟ سيدى قد نكون شعبا طيشة ولكننا لسنا 80 مليونا من البلهاء .


د/ سحر الموجى
المصرى اليوم